14 سبتمبر 2025

تسجيل

الهجوم على سوريا

06 سبتمبر 2013

من حيث المبدأ لا أحد يتابع المأساة السورية ويرفض ضرب نظام بشار الأسد وليس سوريا، فهناك فرق اتسع مع تزايد جرائم النظام وقتله لآلاف السوريين كان آخرهم ضحايا الكيماوي الذي لم يفرق بين طفل وامرأة وشيخ كبير، جميعهم يسأل عنهم الرئيس القابض على السلطة بالحديد والنار. للصحفي الأمريكي الشهير بوب وودوارد كتاب خطة الهجوم، وهو وإن اختص بالعراق إلا أن العنوان يتناسب مع المرحلة التي تهيأ لضرب سوريا، للخوف من النتائج، بحيث لا يضعف النظام ويسقط ضحايا مدنيين كما كان الوضع في العراق، وهو وضع نأمل ألا نشهد مثيلا له، بحيث نضحي بمليون مواطن بريء مقابل رأس الرئيس، ذلك أشبه بقتل ذبابة بصاروخ. كلما كانت الضربة دقيقة بحيث تركز على قوات النظام وتستهدف بنيتها التحتية، كان ذلك أفضل ويحقق نتائج جيدة على الأرض لصالح المعارضة والجيش الحر، لأن ذلك أفضل الخيارات السيئة في ظل بقاء هذا النظام الذي أحال بلاده إلى كارثة ودمار حقيقي مات معه أبناء الشعب دون مبرر، وتشردوا في البلاد المجاورة وأبعد من ذلك. ولعلها لحظة تاريخية قد نستكره فيها ضرب بلد عربي، ولكن ذلك هو الكي الذي يصبح بمثابة آخر العلاج، فجميع الحسابات حرجة ولا تسمح بالحركة في مساحات سياسية واسعة تفضي إلى حل برحيل النظام وانتهاء أجله السلطوي، فما يحدث في سوريا انتهاك لحقوق الإنسان بأبشع الصور وقد تتمدد نتائجه السلبية إلى أبعد من ذلك وتطال دولا مجاورة في غنى عن تداعيات حرب عبثية يخوضها نظام فاشل ودموي. تأييد الضربة العسكرية ليس امتهانا لكرامة أمتنا أو ضد قيمها، ولكن خروج النظام السوري عن النطاق الأخلاقي واستمرار مجازره وإهانته للأبرياء وقتلهم بدم بارد يوميا، يتطلب تأييدا لإقصائه من المشهد كله رحمة ورأفة بالملايين الذين يعيشون تحت القنابل والموت اليومي، فالأمر ليس متعلقا بعاطفة استنفدت أغراضها في الحفاظ على الأخلاق العربية وإنما بأبرياء ضحايا يستبيحهم النظام ويفتك بهم بلا هوادة. لابد من هذه الضربة للتعجيل برحيل النظام السوري، الذي تحول إلى مجرم وقاتل لمن كان مسؤولا عنهم، ولا يمكن الحديث بعد ذلك عن حلول سياسية لأنه مكشوف أخلاقيا وإنسانيا ومجرد من الشرعية، فإما أن يذهب أو يذهب، فلم يعد متاحا أو مؤهلا أن يستمر بهذا الجبروت والطغيان في قيادة شعب أعزل.