15 سبتمبر 2025
تسجيلكان مشهداً عظيماً مهيباً ذلك المشهد الذي بدا فيه الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي مفتخراً بدينه ومؤيّداً من شعبه بعد أن انتخبوه واختاروه ليمثّلهم رئيساً ويقودهم زعيماً لمصر الإسلام والعروبة التي لطالما فعلت وفعلت من أجل دينها وعروبتها الشيء الذي يصعب ذكره في سطور قليلة معدودة. وكان مشهداً أعظم منه وأكثر مهابة ذلك المشهد الذي ظهر فيه الرئيس المصري ليلقي فيه كلمته في قمة طهران التي وُصِفت بأنها قمة "عدم الانحياز" وتبين بأنها قمة "الانحياز التام للظلم والعدوان"، لقد كانت كلمة تاريخية عظيمة سيكتبها التاريخ بماء الذهب وسيسطرها بأحرف من نور عندما قال الدكتور محمد مرسي كلمته بكل عزّة وفخر وكرامة لطالما افتقدتها كلمات الكثير من الحكّام العرب والمسلمين الذين خنعوا وخضعوا لأعدائهم وطأطأوا الرؤوس وأداروا الكؤوس وشربوا مع أعداء الأمة نخب قتل شعوبهم وسفك دماء أبناء أوطانهم. لقد أشعرنا الرئيس المصري في كلمته تلك بأن الأمة لا تزال بخير وأنها بدأت تستعيد جزءاً من كرامتها التي ضاعت وعزّتها التي تلاشت، لقد كانت كلمة الرئيس المصري محمد مرسي بمثابة الرسالة التي تريد الشعوب إيصالها لأعداء هذه الأمة ولمن يتربّصون بها من المنافقين والخونة عندما صدح بالحق الذي ظلّ عقوداً من الزمن حبيس الصدور ووئيد القلوب والأفئدة، لقد أباح الرئيس المصري بجزء مكتوم من غيظ الشعوب وقهر الناس مما يريدون قوله في وجه الطغاة والظلمة والمنافقين والخونة من أدعياء الانتساب لهذه الأمة، فلقد صلى وسلم على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وترضّى عن صحابته العظام الكرام مبتدئاً بأبي بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذي النورين ثم علي رضي الله عنه وكرّم الله وجهه.. تلك الرسالة الأولى التي أوصلها الرئيس المصري لأعداء هذه الأمة من المنافقين الذين أتوا بدين جديد قائم على السبّ واللعن والشتم لأصحاب النبي العظيم ورفيقيه وعضديه..أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما حييّن وميّتين عندما شرّفهما الله بجوار النبي وملازمته ومصاهرته ومحبته صلى الله عليه وسلم، فلقد كانت رسالة إيمانية عقائدية عظيمة تلك التي أوصلها الدكتور محمد مرسي في بداية كلمته العظيمة لأعداء هذه الأمة من الذين شوّهوا ديننا العظيم برحمته وسماحته وفرّقوا الأمة بتعصبهم وطائفيتهم البغيضة التي كانت تزرع الفتن بين المسلمين من أجل التمهيد للقضاء على دولة الإسلام وعودة أمجاد الدولة الفارسية المجوسية التي أشركت بالله تعالى وعبدت من دونه النار والحجر والشجر وطغت وأفسدت وتجبّرت. لقد كانت الرسالة شبيهة بالرسالة التي أوصلها الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله عنه لقائد الفرس "رستم" في معركة القادسية عندما ذهب إلى الفرس في وسط معسكرهم ودخل على رستم في مجلسه ووسط خيمته التي ازدحمت بالنمارق والأرائك والنفائس فلم يؤثّر ذلك كلّه على الصحابي الجليل فتخطّى الجموع بجسده ووطأ البساط برجله وداس الحرير بقدميه بل وخرق النمارق بسيفه أو برمحه نظراً لقصر هامته كما في بعض الروايات ومضى يشقّ طريقه إلى رستم موصلاً إليه رسالة الإسلام بعزّة المؤمن المعتزّ بدينه والمهتدي بهدي نبيه صلى الله عليه وسلّم والواثق بنصر ربّه فأوصل رسالته التاريخية (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام.. وجئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد..) ورغم اختلاف الروايات في نصّ الرسالة نفسها إلّا إنها كانت في ذات المعنى والجوهر فقد أوصل رسالة الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة إلى قومٍ لم يعرفوا الإيمان ولا عبادة الله سبحانه وتعالى وانغمسوا في الملذّات والشهوات كالأنعام بل هم أضل سبيلا. لقد أعاد الرئيس المصري إلى أذهان شعوب العالم العربي والإسلامي تلك القصص والروايات الخالدة في تاريخ الإسلام من خلال كلمته التي أوصلت رسالة الإيمان والإسلام إلى من شوّهوا صورة الإسلام باختلاقهم وابتداعهم لدينٍ جديدٍ يوافق شهواتهم وملذّاتهم ويتماشى مع غرائزهم وأهوائهم وتمكّنوا في عصرنا الحديث من بعض بلاد المسلمين في إيران والعراق وسوريا ولبنان فعاثوا فساداً وفرّقوا دينهم وكانوا "شيعا" وتفنّنوا في قتل وذبح المسلمين في تلك البلاد..فأعدموهم في إيران ونحروهم في العراق وذبحوهم في سوريا وخطفوهم في لبنان..في سلسلة طويلة من الجرائم التي لم يشهد لها التاريخ حقداً ودموية مثلها. الرسالة الثانية التي أوصلها الرئيس المصري محمد مرسي في كلمته بطهران..هي رسالة العدل والحق ونصرة المظلوم عندما أعلنها في عقر دار الإيرانيين الذين أيدوا ونصروا الطاغية بشار الأسد وأعانوه على قتل شعبه فقد أعلنها الرئيس المصري مدوّية ومندداً وفاضحاً لجرائم النظام السوري برئاسة ذلك الطاغية ومعلناً للعالم بأسره بأن مصر الثورة تأبى أن تقف في صفّ الظلم والطغيان بعد أن تجرّعته وعانت من ويلاته وضحّت بفلذة أكبادها وخيرة أبنائها من أجل خلاصها منه. لقد كانت رسالة إيمانية وأخرى سياسيّة رائعة تلك التي أوصلها الرئيس المصري إلى الإيرانيين بشكل خاص وإلى العالم بشكل عام ولكن قوّتها وروعتها تمثّلت في أنه قالها وسط طهران وفي قمة عدم الانحياز التي تبين لاحقاً أنها قمة "الانحياز" التي زيّفت فيها ومعها إيران الحقائق وشوّهت كلمة الرئيس المصري وكشفت عن وجهها الكاذب القبيح الذي كذب مراراً على شعبه وعلى العالم بأسره، فلم تتمالك إيران نفسها من هذه الكلمة القويّة الجريئة فقامت بارتكاب حماقة كبرى وفضيحة عظمى تمثّلت في تحريف وتزوير ترجمة كلمة الرئيس المصري وتغيير كلمة "سوريا" إلى "البحرين" إمعانا في الكذب وزيادة في الإجرام لرغبتها في الدفاع عن المجرم والقاتل بشار الأسد ولنشر الفتنة في البحرين والخليج العربي بشكل عام كما كانت وما زالت تفعل ذلك مراراً وتكراراً. لقد بعثت تلك الكلمة في نفوس العرب والمسلمين روح العزّة والكرامة من جديد وتناقلها الناس ووسائل الإعلام العربية والإسلامية بكل فخر واعتزاز، وانتشرت عبر مواقع الإنترنت وفي الفضائيات وتباهى الناس بها وافتخروا بمصر ورئيسها الجديد في انتظارٍ وأمل بما تأتي به الأيام من بشائر عزة ونصر وتمكين للإسلام والمسلمين ونصر وفتح قريب لأهل سوريا وخزيٍ وعارٍ وهزيمة لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى والمنافقين.