14 سبتمبر 2025
تسجيلاشترى رجل اسمه النجم جارية اسمها زبيدة من رجل اسمه فخر الدين بن عثمان وكان جميل الوجه.. فبعد أيام حنت الجارية زبيدة واشتاقت إلى سيدها الأول فخر الدين فمازالت بسيدها الجديد تطالبه بزيارة لسيدها الأول حتى رضخ النجم لتوسلاتها وأخذها بزيارة لسيدها القديم فخر الدين.. فسمع بهذه القصة الشاعر السَّرَّاج الوَرَّاق فقال: ذَابَتْ زُبيدةُ من شَوقٍ لسيِّدهاعُثمانَ والنجمُ بالنيرانِ مُشْتَعِلُوما تُلام وَحُسْنُ الفَخرِ يُعجِبهاوبالزيارةِ لم يَبْرَح لها شُغُلُفَقُلْ لطائرِ عقلٍ قد أتاهُ بهاويلي عليكَ وويلي منكَ يا رَجُلُلو كُنتَ يا سَطْلُ ذا أُذنٍ تُصيخُ إلىعَذْلٍ عَذْلَتُكَ لو يُجدي لَكَ العَذَلُتَقُودُ ظَبيةَ آرامٍ إلى أَسَدٍلو التقى لَمَضَتْ أَنيابُهُ العُصُلُومن يَرَى ذلك الوَجهَ الجميلَ ولايَوَدُّ من قُبْحِكَ المَشهورِ يَنْفَصِلُأُفٍّ لعقلك يا مَتبوعُ إنَّكَ ذُورأسٍ خَفيفٍ وذاكَ الطُّودُ والجَبَلُوالويلُ وَيْلُكَ إنْ ذَاقَتْ عُسَيْلتَهُوباتَ يجتمعانِ الزُّبْدُ والعَسَلُلَأَنْشَدْتُّكَ إِنْ وَدَّعْتَها سَفَهاًوَدِّعْ هُريرةَ إِنَّ الركبَ مُرْتَحِلُوإنْ يكن ذاكَ أَعشى كُنتَ أنتَ إذاًأَعمى، فلا اتَّضَحَتْ يَوْماً لَكَ السُّبُلُوالسَّرَّاج الورَّاق في هذه القصيدة لمح إلى بيتين شهيرين من قصيدة للأعشى الذي قال فيهما:وَدَّع هُريرة إن الركبَ مُرْتَحِلُوهل تُطيقُ وداعاً أَيُّها الرَّجُلُقالت هُريرةُ لما جئت زائرهاويلي عليكَ وويلي منكَ يا رَجُلُ عَذَلتُ أَهْلَ العشققال المتنبي في صباه:أَرَقٌ على أَرَقٍ ومثليَ يَأْرَقُوَجَوًى يَزيدُ وعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُجُهْدُ الصَّبَابَةِ أن تكونَ كما أُرَىعَيْنٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلبٌ يَخفِقُوَعَذَلْتُ أَهْلَ العشقِ حتى ذُقْتُهُفَعَجِبْتُ كيفَ يَموتُ من لا يَعْشَقُوَعَذَرْتُهم وعَرَفْتُ ذَنبي أَنَّنيعَيَّرتُهم فَلَقيتُ منهُ ما لَقُواومن ذلك قول الشاعر علي بن الجهم:وقد كُنتُ بالعُشَّاقِ أَهْزَأُ مَرَّةًوها أنا بالعُشَّاقِ أَصْبَحتُ باكياوقول أبي الشيعي:وكنتُ إذا رأيتُ فتًى يُبَكِّيعلى شَجَنٍ هَزَأْتُ إذا خَلَوْتُوأَحْسَبُني أَدالَ اللهُ مِنِّيفَصِرتُ إذا بَصُرْتُ بِهِ بَكَيْتُوسلامتكم...