14 سبتمبر 2025

تسجيل

أبناء آخر زمن

06 أغسطس 2015

كان الأبناء وما زالوا مصدر قوه لوالديهم، بل كانوا وما زالو أمنية كل رجل أن يرزقه الله بالأبناء والذرية، واصبحت هذه النعمة لدى البعض نقمة والعياذ بالله. ففي زمننا اصبح الابناء مختلفين عن الاجيال السابقة. ابناء لم يكتبسوا صفات آبائهم وأجدادهم، ولم ينتهجوا طريق اهلهم بل اصبحوا لا يحملون من تراثهم واصولهم الا الأسماء فقط!! فهذا الجيل.. تتعجب من أفكاره ونظرته للحياة وكيفيه ادارة نفسه!! جيل لم يضع له قيمة وانما ربط قيمته بما يملك من مادة، وتناسى أن قيمة الانسان تعلو بما لديه من مبادئ ودين وقيم وانتماء لوطنه ولجذوره. لم تعد التربية مجدية عند البعض، لم تعد التوجيهات تؤثر.. أصبح لدينا جيل غريب الأطوار رِخو لا صبر فيه، ولا جلادة ولا إحساس بالمسؤولية!! جيل لا يمثل أصوله، ولا ينتمي لها، ولا يشعر بالغيرة تجاه دينه وأصله وجذوره.. جيل مترَف ظهر في زمن الطفرة الاقتصادية؛ فلم يتعب ولم يكد ولم يتمرمط حتى يُصقَل، وإنما نهض فوجد الملابس الغالية والأجهزة الأغلى وجميع متطلباته، فأصبح سلبياً متكاسلاً معتمداً على غيره حتى في أبسط امور الحياة. جيل للأسف.. لا يمثل والديه، ولا يمثل ما يؤمنون به من مبادئ وقيم. فهذا الجيل يحتاج الكثير من التوجيه والحوار. فهو جيل لا يرى في نفسه الا الكمال، ويفتخر ايضا بشيء لم يصنعه ولم يتعب فيه، وانما وجده كما وجد ابويه، فلم يشعر بقيمة ما يملك. كنت قبل أيام في زيارة لأداء العمرة.. فرأيت شباباً سعوديين في عمر الزهور، يعملون اعمالاً بسيطة!! انحنيت لهم احتراما وإعجابا، ودار بيني وبينهم حوار، فوجدت انهم من اسر محدودة الدخل، وأرادوا العمل حين تغلق المدارس أبوابها لمساعدة آبائهم، فتحية لهولاء الشباب!! تحية لمن حمل لواء المسؤولية وشعر بها!! تحية لمن احس بوالديه، وأراد رد الجميل إليهما، ولو بصورة بسيطة!! من لم يسعَ لتهذيب نفسه، والرقي بها للمعالي، لن يساعده من يحيطون به، اذا لم يوجد الطموح والهدف لديه، فلا فائدة من فكر مشتت ضائع، ينشد الكمال، وهو لم يبذل ويجتهد.. وانما أقوال دون أفعال!! فهل سيصل؟ طبعاً لا.. وإن وصل سيعجز عن الاستمرار، فالحياة تحتاج الكثير الكثير من الإصرار والعزيمة، والعمل الصادق، حتى تتميز فنحن في زمن القوة والتطور، لا مجال للسكينة أبداً.. وسيمر قطار النجاح دون ركوبه، ستتجمع أمنياتك على رف الزمن دون أن تحركها بنفسك.. تنتظر المفاجأة التي لن تأتي أبداً ما دمت تعطل عقلك عن التفكير الإيجابي، وتعطل أطرافك عن العمل. كلمة أخيرة أقصد بكلماتي هذه فئة معينة موجودة، وان كانت قليلة لكن سمومها وجراثيمها، وفيروساتها الخفية ستنتشر بالعدوى.. عدوى التقليد، إذا لم يتم استغلالها وإصلاحها، وما زلنا نفتخر بالشباب الطموح!! ونؤمن بأنهم أساس بناء الوطن، وسبب تقدمه إلى المعالي، وازدهاره المتواصل.