11 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تغضب.. لا تغضب.. لا تغضب

06 أغسطس 2012

في كثير من الأحيان نرى بعض المدخنين يزداد غضبا أثناء الصيام ويصبح غير قادر على كبح جماح غضبه وما أن يتناول طعامه وشرابه ثم يدخن حتى تنفرج أساريره ويصبح شخصا آخر أكثر لطفا ولباقة. وبعض الأزواج يتحول في نهار رمضان إلى قنبلة موقوتة بسبب امتناعه عن التدخين فتكثر المشاحنات والمصادمات بينه وبين زوجته لانفلات أعصابه مما يتسبب في الطلاق وانهيار عش الزوجية. وأكثر حالات الطلاق الرمضانية التي تطالعنا بها وسائل الإعلام تقع لأسباب تافهة وقبل موعد الإفطار بدقائق كأن تنسى الزوجة طلب زوجها حشو السمبوسة باللحم أو تنسى إعداد الشوربة المفضلة لدى الزوج. وفي هذا العام قرر رجل فلسطيني تطليق زوجته وبلا تردد في أول أيام الشهر الفضيل وقبل موعد أذان المغرب بدقائق بسبب طبخها البازلاء دون إضافة الجزر! ورغم أن الزوجة قد أخبرته أنها نسيت أن تطلب منه شراء الجزر إلا أنه اتهمها بالإهمال وعدم مراعاة ذوقه في الأكل وألقى عليها يمين الطلاق. وحتى أكون منصفة في حديثي، ليس المدخنون وحدهم الذين تنتابهم نوبات الغضب في رمضان. إذ إن معظم الصائمين مدخنين أم غير مدخنين. قد يشعرون بالغضب نتيجة الجوع والعطش والانقطاع عن شرب المنبهات كالقهوة والشاي والكولا خلال نهار الصوم الطويل. إلا أن درجات الغضب تتفاوت بين شخص وآخر. فهناك من هو معروف بعصبيته. وآخر هادئ لا يعرف الغضب إلا في رمضان فيتحول إلى شخصية سريعة الاستثارة وغير قادرة على التواصل مع الآخرين. وغالباً ما تدفع الزوجة والأبناء ثمن هذا الغضب وهذا التحول في الشخصية والذي يتزامن غالباً مع الساعات القليلة التي تسبق الإفطار. والمشهد في الشوارع وفي العمل ليس بأفضل مما يحدث في داخل المنازل فمعظم المراجعين والموظفين لا صبر لديهم حتى لسماع بعضهم البعض فيحدث الشجار بينهم وتتعالى الأصوات هنا وهناك. وتتحول بعض الشوارع قبيل الأذان بقليل إلى ساحة حرب يتبادل فيها السائقون شتى أساليب التهديد والوعيد ويطلقون العنان لأبواق سيارتهم لتعم الفوضى في الشوارع. والجميع يتخذون من الصيام "شماعة" لتعليق أخطائهم عليه وهذا يدفعني للتساؤل حول مدى إدارك معظم الصائمين للغاية من الصيام. هذه السلوكيات السلبية والتي نراها بكثرة في نهار رمضان سواء في داخل المنازل. أو في الشوارع. أو حتى في العمل يمكن للصائمين تجنبها كما يتجنبون الطعام والشراب. من خلال تخفيف تناول القهوة والشاي والكولا وتدخين التبغ تخفيفاً تدريجياً قبل رمضان استعداداً للصيام. وتناول شيء منهاً عند السحور حتى لا يعاني أعراض الحرمان منها أثناء الصيام كالتململ والعصبية وفقدان الرغبة في العمل. على الصائم أن يدرب نفسه على كبح جماح الغضب كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم "الصيام جنة. فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل. فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم. إني صائم " فالصائم الذي يتغلب على نفسه في الطعام والشراب. ولا يتغلب على غضبه لا يكون صائما حقا. ولا يكتمل له أجر الصيام.