26 سبتمبر 2025
تسجيلمعروفة مكانة الإمام والخطيب في مجتمعنا وفي غالب المجتمعات الإسلامية فهو الرجل المفضل بها ويستشيرونه في قضاياهم الدينية واحيانا الدنيوية منها، ويصبح الشخص المقرب للكثير من افراد المجتمع، خاصة رواد المساجد والمنتظمين عليها. في بداية العصر الإسلامي كان لا يصلي بالناس إلا أفضلهم أو أميرهم. الأمام بإمكانه ان يوجه المجتمع بشكل إيجابي او سلبي. أغلب الأئمة والخطباء في قطر من غير القطريين ولهم فضل كبير جزاهم الله خيراً على هذا البلد. الأئمة في قطر كلهم يتساوون في الراتب، الجديد منهم مع القديم. كل إمام يحصل على راتب اجمالي قدره 4800 ريال قطري بغض النظر عن جنسيته او شهادته او ما يقدمه من دروس دينية في مسجده وارتباط اهالي الحي به. الخطيب يحصل في الشهر على مكافأة قدارها 600 ريال وهي كذلك منذ اكثر من عشرين سنة ولو تم تقسيمها على اربع او خمس جمع في الشهر فيكون نصيبه من الخطبة الواحدة 135 ريالاً تقريباً ولو غاب لأي ظرف مرة واحدة يستبدل بغيرة لمدة شهر كامل حتى ولو كان موجودا ويصلي في نفس المسجد. الخطبة تحتاج تحضير واستعداد واهتمام بالغ من الخطيب حتى يمكن ان يوصل الرسالة الدينية المطلوبة منه بالشكل المناسب في الوقت المناسب. عدم الاهتمام بمكافأة الخطيب يؤدي الى آثار عكسية في المجتمع في حال تمت الخطبة بشكل صوري من أي قصاصة ورق يلتقطها الخطيب ويقرأها على الناس فلن تزيد الثقافة الدينية عندهم ولن تؤثر فيهم، وستكون من النوع المكرر الذي يساعد على النوم أكثر من التركيز والفهم. هذا النوع من الخطباء يتساوى مع ذلك الذي يضع كل جهدة ويحضر قبلها بأيام ويأتي له المصلون من كل مكان. 4800 ريال لا تكفي هذه الأيام لتكاليف اسرة كاملة في قطر مهما صغر حجمها، خاصة لو كانت من اسر الإخوة الأئمة العرب. فالكثير منهم للأسف يضطر ان يستلف حتى يستطيع ان يسير اموره. البعض الآخر يعمل اعمالا اضافية بموافقة وزارة الأوقاف حتى يحافظ على وضعه المادي مترابطاً. تلك الأعمال بالطبع ستؤثر على عمله الأساسي، خاصة من يعمل وقتا طويلا مما قد يغيب عن صلاة الظهر والعصر واحيانا الفجر فهو يحتاج للراحة والاستعداد للعمل الثاني وتلبية احتياجات اسرتة، مما يؤدي الى عدم التزامه الصحيح بعمله الأساسي وتذمر المصلين منه لتقصيره وعدم وجوده في المسجد. لم تسمح وزارة الأوقاف لبعض الأئمة بالعمل الثاني الا لعلمها بأن الراتب ضعيف يمكن تعديله بهذه الطريقة. الوزارة نفسها توظف بعض الأئمة للعمل لديها ولكن لا تعطيهم رواتب كاملة وانما رواتب بسيطة مقطوعة، علما أنهم يؤدون لها عملا يمكن ان يقوم به موظفون بشكل كامل. من باب اولى كان يجب الاهتمام بالعمل الأساسي التخصصي للأمام وتعديل وضعه ضمن سلم الرواتب بدل اعتباره في المرتبة العمالية ومنحه راتبا مميزا لا يقل عن عشرة آلاف ريال مثلاً وتقدير المتميزين منهم ومكافأتهم، فهم بالإضافة الى عملهم يقومون باعمال تطوعية دعوية عديدة واعطاء الدروس في مساجدهم مما ينفعون به الدين والمجتمع. وارجو ان تكون مكافأة الخطب 2000 ريال شهرياً على الأقل. معروف أن الإمام لديه التزام كبير في المسجد ولا يحصل على إجازة اسبوعية ولا إجازة اعياد او غيرها من الإجازات الكثيرة التي يفرح بها الناس فهو يصلي في كل الأيام وفي رمضان يزاد عليه العمل للالتزام بالتراويح والقيام واعطاء الدروس الدينية. واجازته الوحيدة هي السنوية ومن يكون في رمضان في إجازة في بلده يحصل على نفس المرتب الذي يحصل عليه الأمام وهو على رأس عمله مع التزامه الشديد بأداء الصلوات وما تشمله من تراويح وقيام واعطاء للدروس والمواعظ..!!. تكريم الأمام من تكريم المجتمع وعلو شأنه.