11 سبتمبر 2025

تسجيل

هندسة الإدارة الإلكترونية

06 يوليو 2023

ما زال هناك بعض الجهات والمؤسسات تعتمد على استكمال الإجراءات والبيانات، بشكل إلكتروني يدوي وحضوري بآن واحد، وهو روتين ممل ومكلف للجهات الرسمية ويترتب عليه ارتفاع التكلفة المالية والموارد البشرية واحتماليات الخطأ التي تكون واردة بشكل كبير بعيداً عن الخصوصية والسريّة، ناهيك عن الوقت الذي يهدره الموظف في سبيل البحث في الأرشيف، وبالمقابل انتظار العملاء والمراجعين مما ينتج عنه التذمر والشكاوى وكثرة التنقلات بين المكاتب والأقسام الأخرى، بينما هناك فرص لتخليص المعاملات فوراً دون إبطاء وتأخير بطرق إلكترونية حديثة. وأيضاً يتوجب على الجهات توفير الكثير من مواقف السيارات، وبذلك يقل الازدحام وفرص الحوادث المرورية والمخالفات، وتغيّب الموظفين والتسويف لإنهاء معاملة، خاصة للمراجع الذي يقطن بعيداً ويحتاج أن يمنح إجازة لإنهاء معاملة ما، فمتى نسدل الستار على النمط الروتيني التقليدي؟. لو فكرنا قليلاً، سنجد أن الاعتماد على التكنولوجيا واستكمال الإجراءات بشكل إلكتروني متكامل وتحت إدارة برمجة أمنية بمعايير عالية من الجودة والسلامة، ستكون النتائج أفضل وأقل تكلفة من ناحية القوى العاملة، والقدرة على تتبع البيانات والإجراءات بشكل آمن وسريع، وسهولة أرشفة المعلومات بشكل سري مما يخفض الأعمال الإدارية، وهذا من شأنه رفع سقف سعادة الموظفين وتوقعاتهم وتحسين حالتهم المزاجية والتخفيف من ضغوطات الأعمال والمعاملات اليدوية الورقية من خلال الهندسة البشرية لتجنب التأثيرات السلبية على الجهازين العضلي والعصبي للموظف مستقبلاً. ولا يغيب عن أذهاننا أن التحول للإدارة الإلكترونية، يعزز الإنتاجية واستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة، وتدريجياً سيستوعب الجميع هذه النقلة الإلكترونية ومدى تطوير الخطة الإدارية خطوة بخطوة والتواصل السريع مع العملاء والسعي لرضاهم، إضافة إلى تفادي المخاطر والمحافظة على البيئة. دولتنا في تطور مستمر وجميع الجهات والمؤسسات الحكومية تتميز بنظام وتكنولوجيا في قمة الحداثة، ولكن نحن بحاجة ماسة إلى الإدارة الإلكترونية بشكل يخدم الجمهور ويؤثر تأثيرا إيجابيا على الموظف وجهة العمل، وحان الوقت لتحسين الخدمات التقليدية بتطبيق الإدارة الإلكترونية والحاسوبية في المؤسسات والجهات الحكومية بنطاق أوسع، ليعود علينا بتطوير وتحسين الموارد البشرية والسعي بربطها بالتكنولوجيا من خلال التطبيقات الإلكترونية التي تسمح بالتواصل والتعاون وقابلية إحداث التغييرات وتقصّي العمليات بشكل أسرع وبمدخلات أوضح، وإدارة الوقت وتنظيمه وتوفير جدولة للموظف ليكون على دراية بكيفية إدارة يومه وتقسيمه لإنتاجية أعلى. من الركائز والعوامل المهمة في تطوير وانتعاش الإدارة، الحلول الرقمية التي تسرّع عجلة التنمية على المستوى المحلي بعيداً عن نظام الإدارة البيروقراطية والسلطة والتسلسل الهرمي والتمكين والفساد الإداري، فهندسة تخليص المعاملات اليومية وربطها بالتكنولوجيا الرقمية أمر في غاية الأهمية، حيث تخلق اختلافات جوهرية لابتهاج الموظف والعميل، وازدهار تطوير آلية العمل للتحول الرقمي، والمنافسة الاقتصادية للتجارة العالمية في أسواق التكنولوجيا.