17 سبتمبر 2025

تسجيل

فضلُ بعض سور القرآن (2)

06 يوليو 2015

من شواهد فضل سورة الإخلاص، أن رجلاً من الأنصار، صلّى بجماعة من الصحابة في مسجد قباء، أول مسجد بني في الإسلام، وكان يفتتح قراءته في كل ركعة بعد الفتحة بـ(قل هو الله أحد)، ثم يقرأ سورة أخرى معها، فما إن فرغ من صلاته، حتى كلمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى، فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمَّكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيرُه، فلما أتاهم النبي عليه الصلاة والسلام، أخبروه الخبر، فقال: يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة، فقال: إني أحبها، فقال: حبُك إياها أدخلك الجنة.وجاء في الحديث الحسن الصحيح:(من قرأ "قل هو الله أحد" حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة)، يا له من كرمٍ وفضلٍ عظيمين! فبقراءتك السورة عشر مرات، وهو أمر لا يستغرق سوى دقيقتين، يُبنى لك قصرٌ لا بيتٌ، في دار النعيم والبقاء، فأين المؤمنون المشمرون، الذين غايتهم عمارة الدار الآخرة، وشغلهم العمل لها، ومُناهم الفوز فيها؟ وبحَسَب ذلك، أن من قرأها عشرين مرةً بُني له قصران، ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاث...وهلمّ جرا، والله كريم جواد.وللمعوذتين- الفلق والناس- اللتين (ما سأل سائل بمِثلِهما ولا استعاذ مستعيذٌ بمثلهما)، كما جاء في الأثر، فضلٌ جاء في حديث رواه عقبة بن عامر، أن النبي عليه الصلاة والسلام، قال له:(يا عُقيب، ألا أعلمك سُورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟)، قال: بلى يا رسول الله، فأَقْرَأَه (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس)، ثم أقيمت الصلاة فتقدم رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقرأ بهما، ثم قال لعقبة :(اقرأ بهما كلما نمت، وكلما قُمت).وجاء في فضل سورة الفتح وسورة تبارك وسورة الكافرون، عن عمر رضي الله عنه قال: جئتُ رسول الله، فسلَّمت عليه فقال:(لقد أُنزل عليّ الليلةَ، سورة لهي أحبُّ إليّ مما طلعت عليه الشمس) ثم قرأ:( إنّا فتحنا لك فتحاً مبينا)، لما فيها من الإشارة بالمغفرة والفتح.أمّا فضل سورة تبارك، فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام، في الحديث الصحيح:( إنّ سورة في القرآن ثلاثون آية، شفعت لصاحبها حتى غُفر له، وهي تبارك الذي بيده الملك).وعن فضل سورة الكافرون، قال عليه الصلاة والسلام:( اقرأ، قل يا أيها الكافرون، عند منامك، فإنها براءة من الشرك).