16 سبتمبر 2025
تسجيلالعافية في اليد أن تكون صحيحة سالمة من الأمراض والعلل، فإن الله الذي أعطاك يدين سليمتين قويتين قد قدر على غيرك يدين مشلولتين لا تتحركان ولا يمكن استخدامهما، يابستان لا يرفعهما ولا يضعهما، فاذكر نعمة الله عليك، ببسطها في الخير والمعروف واستخدامها في مرضاة الله تعالى.والعافية في اليد أن تكون معطية مانحة تبني حسياً ومعنوياً، تسد الحاجيات وتوصل المعونات وتحمل العطيات، وأن تكون عليا، تسابق في الخيرات وتتقدم في العطيات، متسامحة عافية عمن أخطأ معها وأساء إليها، مكافأة قد تعدت مرتبة الوصل كما قال رسول الله: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري، متفضلة في كل أحوالها حتى عند الخلاف والغضب كما قال الرجل لرسول الله: (إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ وأحلم عليهم ويجهلون عليَّ، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ، ولا يزال معك من الله تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم.وقال عليه الصلاة والسلام: (اليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى) والعليا هي العاطية الباذلة، والسفلى القابضة السائلة.العافية في اليد أن تكون متصدقة باذلة للصدقة دائماً، تقول عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله: (أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً، فكنا نمد أيدينا في الجدار نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش وكانت امرأة قصيرة، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا أن رسول الله يقصد طول اليد بالصدقة وكانت زينب أطولنا يداً لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق).العافية في اليد أن تكون مسبحة لله تعالى، يقول رسول الله: (عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات) صححه الألباني، يعني أمرهن بأن يعددن التسبيح بالأنامل. والله تعالى يقول: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون)، فلتشهد لك يدك بأنك كنت تسبح الله بها.العافية في اليد أن تكتب بأناملك ما يسرك ويشرفك ويرفع رأسك، لأن هذا سيدون في صحيفة أعمالك، ولا تكتب شراً أو سمعة ورياء أو تحارب الإسلام والدين بمقال تعترض فيه على حكم الله ورسوله، أو تسخر من تشريع أو تزكي من رده الله أو ترفع من وضعه الله أو تضع من رفع الله، فإن الله يقول: (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)، ويقول: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون). ولا تكتب بهما في المواقع الاجتماعية بالسب والطعن والكلام الفاحش أو تنشر بهما عورة مسلم وتفضحه في مثل هذه المواقع، يقول الشاعر:وما من كاتب إلا سيفنى -- ويبقي الدهر ما كتبت يداهفلا تكتب بكفك غير شيء – يسرك في القيامة أن تراهويقول عليه الصلاة والسلام: (من أحب أن تسره صحيفته فليكثر من الاستغفار) حديث حسن.