15 سبتمبر 2025

تسجيل

قيام الليل في رمضان

06 يوليو 2014

قال تعالى في كتابه الكريم (تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) أي (قيام الليل) ، وقد فسر ذلك ابن كثير ( يعني بذلك قيام وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة) ، وكل ذلك كان منهم لخوف الوعيد ، ورجاء الموعود وهي جنات الرحمن .إن الصالحين كانوا يكابدون الليل ، ويمدون الصلاة إلى وقت السَحر ، ثم يجلسون بين الدعاء والاستكانة والاستغفار إلى طلوع الشمس ، هم رجال الليل، فقد ذهب الأبطال وبقي كل بطال . قيام الليل هو دأب الصالحين ، وتجارة محبي الله والآخرة ، وعمل الصالحين والمؤمنين، ففي تلك الساعات يخلو المؤمن بالله ، ويتوجه إليه بشكواه فسهام الليل لا تخيب ، ويقتبس من النفحات ويرغب إلى عظيم العطايا والهبات . أحاديث استوقفتني وتمعنت فيها :1-قال -عليه الصلاة والسلام- ( في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ) قيل : لمن يا رسول الله قال ( لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وبات قائماً والناس نيام ) 2- (أتاني جبريل فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه الليل وعزه استغناؤه عن الناس ) كم هي رائعة قيام الليل ، تنسى همومك وينشرح صدرك ، تخلو بربك بعيداً عن الرياء ، حينها تستشعر كم روحك قريبه من رب العالمين ، ولابد أن تكون هناك أساب تساعدك على قيام الليل منها :1-البعد عن الذنوب والمعاصي ، فمن عصى الله في النهار حرمه الله من قيام الليل، والسبب أن من يقوم الليل ينال الشرف بين يدي الله وهل يستوي من يقضي نهاره بين المعاصي ويقوم الليل لا أظن ذلك ..2- العزم والنية فالله- تعالى- عليم بالسرائر والنوايا، يجب أن يكون همك أن تقف بين يدي الله وتناجيه في أفضل ساعاته ، ففي هذا الوقت ينزل الرب إلى السماء الدنيا نزولاً يليق به فينادي (من يسألني فأعطيه ، من يدعوني فأستجيب له ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟) ، أفلا تريد ممن ينتظر نزول رب الأرباب ، أم تريد أن تكون من الغافلين النائمين الذين نسوا الله فنسيهم؟وأخيراً : قيام اليل في رمضان هو (التراويح) كما اتفق على ذلك أهل العلم ، وهو من أعظم العبادات، وبها يتقرب العبد إلى ربه : قال الحافظ ابن رجب ( واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه : جهاد بالنهار على الصيام ، وجهاد بالليل على القيام ، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفي أجره بغير حساب ) . بصمة : أسال الله -تعالى- أن يتقبلنا في هذا الشهر الفضيل، ويغفر لنا جميع الذنوب، ويعتق رقابنا ورقاب آبائنا من النار، وإني لأسال الله-جل في علاه -أن يسهل علينا قيام الليل لنذيق لذة مناجاته ، إنه سميع قريب مجيب للدعوات .