15 سبتمبر 2025
تسجيلمازالت أشرعتنا تخفق في بحر قصائد المديح التي قالها الشعراء العرب قديماً وحديثاً. ومعنا اليوم قصيدة الشاعر بشار بن برد التي يمدح فيها يزيد بن عمر بن جبيرة: رُوَيـداً تَـصاهَل بِـالعِراقِ جِيادُنا كَـأَنَّكَ بِـالضَحّاكِ قَـد قامَ نادِبُه وَسـامٍ لِـمَروانٍ وَمِن دونِهِ الشَجا وَهَـولٌ كَلُجِّ البَحرِ جاشَت غَوارِبُه وَجَيشٍ كَجُنحِ اللَيلِ يَزحفُ بِالحَصى وَبِـالشَوكِ وَالـخَطِّيِّ حُـمرُ ثَعالِبُه وَأَرعَـنَ يَغشى الشَمسَ لَونُ حَديدِهِ وَتَـحبس أَبـصارَ الـكُماةِ كَتائِبُه تَـغَصُّ بِـهِ الأَرضُ الفَضاءُ إِذا غَدا تُـزاحِمُ أَركـانَ الـجِبالِ مَـناكِبُه ركبنا له جهرا بكل مثقف وابيض تستقي الدماء مضاربه فلما تولى الحر واعتصر الثرى لظى الصيف من نجم توقد لاهبه وطارت عصافير الشقائق واكتسى من الآل – أمثال المجرة – ناضبه غدت عانة تشكو بأبصارها الصدى إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه غدونا له والشمس في خدر أمها تطالعنا والطل لم يجر ذائبه بضرب يذوق الموت من ذاق طعمه وتدرك من نجى الفرار مثالبه أحلت به أم المنايا بناتها بأسيافنا إنا ردى من نحاربه وكنا إذ دب العدو لسخطنا وراقبنا في ظاهر لا نراقبه كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه بعثنا لهم موت الفجاءة إننا بنو الموت خفاق علينا سبائبه فراحوا: فريق في الإسار ومثله قتيل ومثل لاذ بالبحر هاربه إذا الملك الجبار صعر خده مشينا إليه بالسيوف نعاتبه * ونأتي على ذكر قصيدة الشاعر دعبل الخزاعي حيث يمدح فيها آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم: مَدَارسُ آيَاتٍ خَلَتْ مِن تلاوة ومنزلُ وحيٍ مقفرُ العرصاتِ لآلِ رَسولِ اللَهِ بِالخَيفِ مِن مِنىً وَبِالرُكنِ وَالتَعريفِ وَالجَمَراتِ دِيارُ عليِّ والحُسَيْنِ وجَعفَرٍ وحَمزة َ والسجَّادِ ذِي الثَّفِناتِ ديارٌ عَفاها كل جون مباكر ولمْ تعفُ للأيامِ والسنواتِ قفا نسألِ الدارَ التي خفَّ أهلها متى عهدها بالصومِ والصلواتِ؟ وَأَيْنَ الأُلَى شَطَّتْ بِهِمْ غَرْبَة ُ النَّوى أفانينَ في الآفاقِ مفترقاتِ هُمُ أَهْلُ مِيرَاثِ النبيِّ إذا اعَتزُّوا وهم خيرُ قادات وخيرُ حماة ِ وما الناسُ إلاَّ حاسدٌ ومكذبٌ ومضطغنٌ ذو إحنة ٍ وتراتِ إذا ذكروا قتلى ببدرٍ وخيبرٍ ويوم حنينٍ أسلبوا العبراتِ قُبورٌ بِكُوفانٍ، وأُخرى بِطيبة وأخرى بفخِّ نالها صلواتي وقبرٌ بِبَغْدَادٍ لِنَفْسٍ زَكيَّة تَضَمَّنها الرَّحمن في الغُرُفاتِ فأما المصمّّاتُ التي لستُ بالغاً مَبالغَها منِّي بكنهِ صِفاتِ إلى الحشر حتى يبعث الله قائما يفرج منها الهم والكربات نفوس لدى النهرين من أرض كربلا معرسهم فيها بشط فرات تَقسَّمَهُمْ رَيْبُ الزَّمَانِ، كما تَرَى لَهُمْ عمرة ً مَغْشيَّة َ الْحُجُراتِ سِوى أَنَّ مِنهمْ بالمَدِينَة ِ عُصبة ً مدى الدَّهرِ أنضاءً من الأزماتٍ قَليلة ُ زُوَّارٍ، سِوَى بَعضِ زُوَّرٍ مَنَ الضَّبْعِ والْعِقبانِ وَالرّخَمَاتِ لهمْ كلَّ حين نومة ٌ بمضاجعٍ لَهُمْ فِي نَواحِي الأرضِ مُخْتَلِفاتِ وقدْ كانَ منهمْ بالحجاز وأهلها مغاويرُ يختارون في السروات تنكب لأواء السنين جوارهم فلا تصطليهم جمرة الجمرات إذا وردوا خيلاً تشمس بالقنا مساعرُ جمرِ الموتِ والغمراتِ وإنْ فخروا يوماً أتوا بمحمدٍ وجِبريلَ والفٌرقانِ ذي السُوراتِ ملامكَ في أهلِ النبيَّ فانهمْ أحبايَ ما عاشوا وأهلُ ثقاتي تخيرتهمْ رشداً لأمري فانهمْ على كلَّ حالٍ خيرة ُ الخيراتِ فياربَّ زدني منْ يقيني بصيرة َ وزِدْ حُبَّهم يا ربِّ! في حَسَناتي بنفسي أنتم منْ كهولٍ وفتية لفكَّ عناة ٍ أولحملِ دياتِ أحِبُّ قَصِيَّ الرَّحمِ مِن أجْلِ حُبّكُم وأهجرُ فيكم أسرتي وبناتي وأَكْتُمُ حُبِّيكمْ مَخافة َ كاشِحٍ عَنيدٍ لأهلِ الحَقِّ غير مُواتِ لقد حفت الأيام حولي بشرها وَإِنّي لأرجو الأَمنَ بَعدَ وَفاتي ألمْ ترَ أني منْ ثلاثينَ حجة ً أروحُ وأغدو دائمَ الحسراتِ أرى فيئهمْ في غيرهمْ متقسماً وأيديهم من فيئهم صفراتِ قال رسول الله نحف جسومهم وآل زياد حفل القصرات بناتُ زيادٍ في القصورِ مصونة وآل رسول اللهِ في الفلواتِ إذ وتروا مدوا إلى أهل وترهم أكفا عن الأوتار منقبضات فَلَولا الَّذِي أَرجُوه في اليومِ أَو غدٍ لتَقطَّعَ قَلْبي إثْرَهمْ حَسَراتِ خُروجُ إِمامٍ لا مَحالَة َ خارجٌ يَقُومُ عَلَى اسمِ اللّهِ وَالْبَرَكاتِ يُمَيّزُ فينا كلَّ حَقٍّ وباطلٍ ويُجزِي على النَّعمَاءِ والنَّقِماتِ سأقصر نفسي جاهدا عن جدالهم كفاني ما ألقى من العبرات فيا نفسُ طيبي ثم يا نفسُ أبشري فَغَيْرُ بَعيدٍ كُلُّ ما هُو آتِ فإنْ قَرَّبَ الرحْمنُ مِنْ تِلكَ مُدَّتي وأخَّر من عمري لطول حياتي شَفيتُ، ولَم أَتْركْ لِنَفْسي رَزيَّة وَرَوّيتُ مِنهمْ مُنصِلي وَقَناتي أحاولُ نقلَ الشمَّس منْ مستقرِّها وأسمعَ أحجاراً من الصلداتِ فَمنْ عارِفٍ لَم يَنْتَفِعْ وَمُعَانِد يميلُ معَ الأهواءِ والشيهاتِ قصاراي منهم أن أموت بغصة تردد بين الصدر واللهوات كأَنَّكَ بالأَضْلاعِ قَدْ ضاقَ رُحْبُها لما ضمنتْ منْ شدة ِالزفراتِ وسلامتكم...