15 سبتمبر 2025

تسجيل

أطفال فى تويتر

06 يونيو 2013

تويتر عالم كبير، تجد فيه كل من تريد، من علوم وطب وأدب وسياسة، وكل انسان ونيته فى دخوله، فان خيراً فقد نفع نفسه وأفادها وطور من ذاتها، وان شراً فقد أضاعها وهو من خسرها. يبقى الأمر معتمداً على صاحب الحساب. فهناك من يدخل باسمه الحقيقى مثبة بصورة له، وآخر باسم نكرة، وآخر باسم كامل ولكن لا يمثله البتة ويضع صورة لرمز معروف، وهناك من يجعل نفسه محبا لرمز معروف حتى يتابعه المغردون لا تدرى ما يريد من ذلك الا بعد فترة، وهكذا هو عالم تويتر، يجمع الصالح والطالح، العالم والجاهل، الصادق والكاذب، ويجمع كل ماهو جميل وقبيح، ويأخذ كل امرئ منه ما يريد ويترك ما لا يريد. الى هنا ولا توجد أية مشكلة مع الكبار، يبقى أن هناك فئة عمرية صغيرة تدخل تويتر معتقدة أنه شات، لعبة، برنامج جديد، هذه الفئة تبدأ من عمر سبع سنوات حتى الثامنة عشر عاماً، من أخبرهم عنه؟ لا أعلم... يتناقل الطلبة فيما بينهم عن تويتر، ويساعد بل يتفانى كل واحد منهم بانزال البرنامج للآخر، بل ويشركه فيه. وللأسف أكتشفتُ هذا الأمر مصادفة. يمضى هؤلاء الصغار ساعات كثيرة فى تويتر، يبتعدون فيه عن الدراسة، وعند متابعتهم تجد البعض منهم يجعل فى كتاباته أنه محب مجروح، متألم من الظلم، معانى من الحب، هارب من الحياة، (خفوا علينا... بعد ما شفتوا الحياة)، وآخر حزين أن الحب خانه وجرحه وأصبح المتيم المجروح (متى حب؟! ومتى انجرح؟! وسهر الليالى متألم ودموعه على خده؟ متى؟؟؟ ما أدري) وهناك من تجده(الحديث عن الجنسين) هايم فى الحب والشعر وهو لا زال فى اعدادي، ولم أكتب هذا من فراغ، والبعض تستغرب على ردة فعله السريعة والدخول فى هواش وسب، تكتشف بعدها من خلال تغريداته أنه لا زال طالباً، وأما صور العرض فحدث ولا حرج، والمصيبة أن تكتب بعض البنات اسمها وكلمة أحبك (منو اللى تحبينه الشيخة!؟ ما أدري)، يا الله... كيف هذا الجيل؟ المشكلة الكبيرة أن أغلب أولياء الأمور لا يعلمون عن الأمر، ويُكتشف الأمر مصادفة؛ وذلك أن لا أحد يتوقع أن طفلا فى ابتدائى أو اعدادى أو ثانوى يدخل لتويتر، ونحسب أنهم لا يعرفون عن تويتر، والحق أنه ليس هناك داع لهم لدخول عالم الكبار، ولبرنامج مفتوح ينحرف فيه بعض الكبار فما بالكم بالصغار؟ والمصيبة الأكبر أن يعلم بعض أولياء الأمور بدخول أبنائهم لتويتر ثم يقولون نحن نراقبهم. وكان هناك نقاش منذ أيام فى تويتر عن هذا الأمر الذى جعلنى أغضب أن يُسمح لطفل بدخول تويتر ثم يتكلم ولى أمره بثقة أنه يراقب ابنه. عفواً، لكل من يقول أُراقب ابني، أين تراقبه حفظك الله: فى العام، تنظر لكتاباته، ومن يتابع ومن يتابعه وتقرأ بروفايلاتهم، اسمح لى فأنت لا تراقبه جيداً، ولن تستطيع أن تراقب المنشن لأنك لا تراه ويجب أن تدخل من جهازه، ولا تقدر أن تراقب الرسائل الخاصة لأنها فى جهازه وقد يمسحها أولاً بأول، والأخطر أنك لا تستطيع أن ترى ما يرى فى وقتها لأنه قد يدخل حسابات اباحية لا تعلم عنها، فينظر ويتعلم وقد ينحرف ابنك/ابنتك وأنت لا تدرى حتى يقع الفأس فى الرأس والعياذ بالله، والانحراف لا يكون أخلاقيا فقط فقد يكون فكريا عقديا، وهذه مصيبة كبرى حيث تجذب بأفكارها الشاب الصغير فتحرفه عن منهجه الصحيح الذى لم يترسخ بعقله بعد. وعند حديثى مع مراجعينى من الأطفال اكتشفت أن الأغلبية معنا فى تويتر، والبعض يتابعنى ولم يرض أن يعطينى اسم حسابه، وعند تحدثى مع بعض الأهل وجدت أم تقول: "والله بنتى كله حاطة اللاب توب فى حضنها وقاعدة على تويتر"، يه... وانتى وينج خيتو؟!!؟ قالت: شاسوي؟ قلت لها تدرين شنو فيه تويتر؟ وأخرج الفتاة من الغرفة وأشرح للأم عن تويتر وأخبرها بأنه عالم مفتوح فيه الزين والشين فوالله انها تتفاجأ، حرررام أن تضيع فتاة صغيرة قد يغرر بها فى تويتر. وهناك ولى أمر تفاجأ أن ابنه الصغير بتويتر بل ان ابنه أخبرنى أنه قد أعطى قبل أيام حسابه التويترى لأخته الأكبر منه (فى اعدادي) والأب بدا لى حازما على أبنائه وحريصا عليهم وقال:"والله أنا ما سمعت عن تويتر الا أمس بس، روانى واحد من الشباب". فأخبرته أن ابنه فى تويتر، ثم جلست وافهمته أن يحذر وينتبه لأبنائه، وأما ابنه فعند سؤالى له: شوله تدش تويتر؟ حلو يعني! أسجل روحى فيه (وكأن ليس لى حساب هناك) فيرد: أى عشان تسوين شات مع ربعج؟ من أخبر هؤلاء الصغارأن تويتر المفتوح عالميا هو شات، من ضحك على عقول هؤلاء الفتية؟ من يريد لأطفالنا أولاداً وبناتاً الدمار؟!؟ من؟ من يقبل أن ابنته تدخل بطفولتها وببراءتها لتتعلم منه أمورا أكبر من عمرها؟ ومن يقبل أن يتعلم ابنه فى سن صغيرة أمورا لا يجب أن يعرفها فى سن اللعب؟ من يقبل أن يتفاجأ بانحراف أبنائه والعياذ بالله كيف لنا أن نقف ونمنع مثل هذه الأمور؟ كيف لمن أبناؤه فى تويتر مراقبهم؟ وهل يجد الوقت الكافى لذلك، وهل يدخل فى نفس دخول أبنائه؟ وفى اجازتهم وهو فى شغله، كيف سيعرف بدخلوهم لتويتر؟ كيف وان دخلوا كمتفرجين فقط، ولا يدرى على ماذا يتفرجون؟!!؟ همسة أمل: أتمنى أن تكون هناك اعادة توجيه لدخول حسابات تويتر ان أمكن، يكون على أساس الرقم الشخصى للفرد؟ وهذا سيحفظ الصغار من التلاعب بهم، ولا يسمح لهم بدخول تويتر، وفى نفس الوقت يقف لكل من يتخفى وراء أسماء وهمية لارتكاب جرائم انسانية، وفتن مجتمعية ودولية. فهل من السهل عمل ذلك؟ دمتم فى حفظ الله ورعايته