10 سبتمبر 2025
تسجيلسأبقى ممتنة دائما لكل من كتب كلمة جميلة وحدث أنني قرأتها في حياتي.. أشعر أنني بمعنى ما مصنوعة من خليط تلك الكلمات، ولهذا ما زلت أتكون على الدوام، وأتلذذ بما يكونني من كلمات بغض النظر عن قائلها أو كاتبها. لكنني أتحمس كثيرا عندما تأتيني تلك الكلمات طازجة غضة من شباب وشابات للتو يلجون بوابة الكتابة بمواهبهم الفطرية واندفاعاتهم الأولى.. حتى أنني أكاد أشم رائحة الحماسة وأشعر بأرواحهم وهي تتقافز بين كلماتهم الفتية برشاقة تنبئ عن الطموح المستقبلي.. ربما لهذا كله لا أتردد عن المساهمة في أي فعالية تحتفي بأدب الشباب وتهم به، وهو بالنسبة لي جهد المقل الذي أستطيعه.. وعلى هذا الصعيد سعدت قبل أيام بحضور حفل تكريم الفائزين بالنسخة الثانية من جائزة صلاح الدين للقصة القصيرة في الكويت، وهي أحدث الجوائز الأدبية التي تحتفي بإبداعات الشباب، الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة الثانوية من الجنسين، في فن القصة القصيرة. أتت النسخة الثانية من هذه الجائزة التي انطلقت قبل عام واحد فقط حاملة معها تباشير فرح بالنتائج التي تمخضت عنها، ومع كل قصة كنت أقرأها باعتباري رئيسة لجنة التحكيم، أشعر بفيض من المحبة للكلمات كلها! فرغم تفاؤلي الكبير بإبداعات الشباب الكتابية عادة، إلا أنني فوجئت بالتقدم الكبير الذي أحرزته هذه الجائزة خلال سنة واحدة فقط. ففي قصص هذه النسخة الكثير مما ينبئ عن ذلك التقدم على صعيد الأفكار والموضوعات والأساليب أيضا. وهو مما يجعلني فخورة بهذه الجائزة الفتية وبالقائمين عليها وبكل المساهمين فيها، خاصة وأنها أصبحت واحدة من الجوائز المهمة في رفد الإبداع الشبابي في الكويت بإضافات حقيقية ستشكل بإذن الله مستقبلا مشرقا لفن القصة القصيرة. وما أفرحني في قصص هذا العام، أن المشاركين من الطالبات والطلاب التفتوا إلى قضايا أمتهم العربية باهتمام بالغ وإحساس صادق ومسؤولية كبيرة، فكان للقضية الفلسطينية والعدوان الصهيوني على غزة وما تلاه من تبعات وأحداث نصيب كبير من الأفكار والموضوعات، وهو ما يعكس وعيهم الكبير وحرصهم على التعبير عن ذلك الوعي عبر الموهبة القصصية التي يملكونها ويحاولون تطويرها بالمزيد من الاطلاع والإصرار على الكتابة. ولن يفوتني أن أنوه بالدور الكبير لمؤسسة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح الثقافية في رعاية هذه النسخة من الجائزة عبر تمويلها الكريم، وهذا ليس بغريب على تلك المؤسسة ولا على الدكتورة سعاد الصباح شخصياً، وهي التي عرفت دائماً بعنايتها الدقيقة بأدب الشباب ورعايتها الرفيعة لكثير من الفعاليات والمبادرات والجوائز التي تهتم بهذا الأدب، طوال مسيرتها الحافلة بالإبداع والإنجاز. فبالإضافة إلى الجائزة الشبابية التي تحمل اسمها منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن بثلاث فئات من الإبداع هي الشعر والرواية والقصة القصيرة، تحرص الدكتورة سعاد دائما على تلقف أي مبادرة تشعر أنها ستكون إضافة للأدب العربي وخصوصا في قطاع الشباب. وفي إطار ذلك ظهرت الكثير من الأسماء الشعرية والروائية والقصصية التي تنتمي لعالمها الإبداعي الرحب. تحية لكل ما ساهم بجائزة صلاح الدين للقصة القصيرة منذ أن كانت حلما حتى أصبحت واقعا، مع التذكير بأن الإنجازات الكبيرة تبدأ دائما بمثل هذه الأحلام والأفكار الخلاقة.