15 سبتمبر 2025
تسجيلالحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه على تمام فضله ومَنِّه وكرمه علينا أن بلَّغنا شهر رمضان في خير ونعمة ها هو قد هلَّ علينا الهلال الذي ننتظره بشوق كل عام فأهلا ومرحبًا بالضيف العزيز الذي استنارت الليالي بأنواره، وتعطَّرت الأرجاء بنفحاته الإيمانية الصافية. قد أظلتنا بشائر موسم الخيرات فهنيئًا لنا ولكم هذا الفضل الكبير، فشهر رمضان موسم عظيم تفضَّل الله فيه على عباده بنِعَمٍ كثيرة، من أعظمها: إنزال القرآن فيه، وفرض الصيام على المسلمين، قال الله عز جل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. في رمضان تُفتح أبواب الجنان، وتُغلق أبواب النيران، وتُصفَّد الشياطين، وتُعتق الرقاب، وتُرفع فيه الأعمال الصالحة، وتتنـزل البركات والرحمات من رب الأرض والسماوات. بشّرَ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بمقدمه فقال: ((أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه مَرَدَة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرم)). [أخرجه النسائي وصححه الألباني]. لقد تمنى بلوغ رمضان أقوام، فحالت الآجالُ دون إدراك آمالهم، وطُويت صحائف أعمالهم قبل بلوغ رمضان. فاللهم اغفر لهم وارحمهم رحمة واسعة، وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة. فبادروا بحُسن استقبال رمضان واستغلال أوقاتكم بكل خير، ولنعتبر بأولئك الذين اختاروا التسويف بالتوبة وغرَّهم ما هم فيه من العافية والإمهال حتى انقضت الأعمار وشدوا إلى الآخرة قبل إدراك رمضان القادم. فيا حسرةً على من أدرك رمضان ثم لم يغتنم فرصته، ((...ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفَر له)). [سنن الترمذي]. فأمّا نحن وقد مدَّ الله سبحانه في آجالنا وأدركنا رمضان، فلنحمد الله على ما تفضَّل به علينا، ولنبادر إلى كل ما يرضيه، والقيام بما افترض علينا من الصيام والقيام. فاللهم أعنَّا على الصيام والقيام وصالح الأعمال في هذا الشهر الكريم المبارك.