14 سبتمبر 2025

تسجيل

العلاج السلوكي المعرفي

06 مايو 2015

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي Cognitive Behavioural Thereapy ( CBT) من العلاجات النفسية التي أثبتت التجارب مدى فاعليتها في علاج حالات المزاج المنخفض ، وهي تمدنا بأستراتيجيات وتقنيات تساعدنا على أن نصبح بعون الله تعالى أكثر سعادة.في عام 1960 م نجح د/ آرون . تي . بيك في تمهيد الطريق لظهور العلاج النفسي المعرفي . وفي هذه الآونه أصبح هذا العلم من العلوم التي يوصي بها المعهد الدولي للأمتياز العيادي ( NICE ) على أنه علاج فعال لمجموعة متنوعة للاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري والأرق . إنه يساعدك على فهم المشكلات التي تواجهها ويعلمك استراتيجيات يمكنك بها مواجهة المصاعب التي تواجهها. وعندما نقول عن هذا العلم إنه مبني على دليل ( أو تجربة ) فإننا نعني أنه تم اختباره بدقة شديدة في التجارب العلمية وأنه أثبت بالفعل أنه يُحسن من المزاج السيئ فبشكل أساسي ليس هناك أي خداع في الموضوع.إنك بمشيئة الله تعالى سترى نتائج مذهلة عندما تطبق المهارات والتقنيات التي سنسوقها لك تباعاً وستستمر إفادتك من هذه الأدوات طيلة عمرك. إن علم العلاج المعرفي السلوكي يركز على أن يجعلك تشعر " الآن " بتحسن ومشاعر جيدة ولا يهم ما حدث لك في الماضي ، إنك بمحرد أن تطبق ما سنتعلمه من تقنيات ستجد أنك تتحسن يوماً بعد يوم . لقد أوضحت الأبحاث العلمية أن أحد الأسباب الرئيسية في النجاح الشديد لهذا العلم وتمسك من يجربه به هو أنه يمنحك السيطرة على مواقف كانت تظهر لك قبل ذلك أنه لا يمكن السيطرة عليها ، إنك تتعلم هذه التقنيات وتطبقها على نفسك بنفسك وبالتالي تصبح معالجا لذاتك بنفسك . وقد أثبتت التجارب العلمية أيضا أن هذا النوع من العلاج تقل فيه مخاطر حدوث انتكاسة – عودة الاضطراب – مقارنة بأنواع العلاجات الأخرى . فبمجرد أن تتحسن وتستمر في تطبيق ما تتعلمه سيستمر بإذن الله تعالى الإفادة من هذا العلاج وبتكرارك لأستراتيجيات حل المشكلات ستصبح طبيعة ثابته لك وستشعر أن الحياة أصبحت أكثر سهولة.إنه لا يوجد شيء جيد أو سيئ فالتفكير هو الذي يحدد ذلك "شكسبير" . بذلك إنه لايهم ما يحدث لك المهم كيف تفسره.إن طريقة تفسيرك لأي موقف ستؤثر على استجابة جسدك (قد تشعر بشد في عضلاتك، وتقلص لكتفيك، وزيادة في ضربات قلبك ، ... ) وستؤثر أيضا على استجابتك الانفعالية ( انخفاض في المزاج ، قلق ، غضب ، صعوبة في القيام ببعض الأعمال ، ... ) وكذلك ستؤثر على استجابتك السلوكية ( قد تصرخ في وجه من أمامك ، أو تنسحب مبتعداً عن الناس، ..) وهنا نتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " عجب لأمر المؤمن وإن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " أو كما قال عليه السلام.إذن: (موقف ما يحدث) ، تفسره أنت بطريقه سلبية ، يولد استجابة جسدية، وانفعالية وسلوكية .ونفس الموقف قد يحدث لأناس آخرين فيفسرونه بشكل مختلف. إن نفس الموقف – ( الذي تم تفسيره بطريقة سلبية ) قد يفسره الشخص بطريقة إيجابية بناء على الوقت الذي حدث له.فعندما تشعر بانخفاض في المزاج فإن استجابتك الإنفعالية السلبية – ( تشعر بمشاعر سلبية ) – للموقف ستقودك للتصرف بطريقة تختلف تماما عن لو أنك تشعر – في نفس الموقف – بمشاعر إيجابية عالية . إن طريقة تصرفك يمكنها أن تجعل مشاعرك وموقفك أسوأ ملايين المرات عما هو عليه – ( مثال ذلك مديرك صرخ في وجهك فردت عليه بالصراخ) – في حالة شعورك بمزاج سيئ فإن كل حكمك وتنبؤاتك تعتمد على ذاتك فقط بغض النظر عن ماهو حادث بالفعل، إن كل شيء يبدو أمامك وكأنه "قمامة " ثم تتصرف وكأن ما توصلت إليه بفكرك في ذلك الوقت هو نتيجة نهائية .إن كل ما سيحدث عند تصرفك بطريقة سيئة هو أنك ستزيد المشكله تفاقما . إذن ماهو الحل؟ تابع معنا الحلقات القادمة من هذا الباب لتتعرف بمشيئة الله تعالى على تقنيات تعينك في حياتك وتجعلها أفضل.