12 سبتمبر 2025
تسجيلكلما كبر الابن وتجاوز عتبة المراهقة وخطا خطواته باتجاه الشباب شعر الوالدان والمربون بالتوتر والقلق . فاضطراب السلوك يصاحب تلك المرحلة والتي يحاول فيها المراهق الخروج من عباءة الوالدين والمجتمع وإيجاد هويته الخاصة وفي تلك المرحلة قد يشعر بالضياع والقلق وتتقاذفه عوامل الإحباط والصراعات القيمية المختلفة التي يتعرض لها داخل الأسرة وخارجها. وفي مرحلة تكوين الذات يتأثر بالأصدقاء ويحاول محاكاة سلوك أصدقائه وأصحابه -الشلة -التي ينتمي لها واعتناق أفكارهم والسير على نهجهم مما يوقعه في صدامات مع من حوله والقيام بسلوك مضاد لأسرته والمجتمع وقد يرفض النصح والإرشاد ممن حوله وربما يعلن الحرب على القيم المجتمعية أو المعتقدات الدينية. ففي تلك المرحلة تبرز أسئلة كثيرة وملحة عن الغيب والأمور الدينية والشك بهما. وقد تبقى الكثير من الأسئلة والشبهات حول الأمور الدينية تدور في عقله بلا إجابة واضحة. ويبقى في صراع دائم مع ذاته حول الصواب والخطأ والحق والشر. وقد ينتقل الشاب بين مرحلة التدين والانفلات التام وقد يعاني حربا لا تنتهي بين رغبته في التقرب إلى الله والزهد في الدنيا وزينتها. وبين الانصياع لشهواته والتي تدعوه للركض خلف متع الدنيا والمغريات المختلفة. يدور في متاهات لا تنتهي حائرا يبحث عن إجابات شافية وقد يقع في النهاية نتيجة غياب الاحتواء والتوجيه والإرشاد في فخ الإلحاد أو التزمت الديني وذلك لفهمه الخاطئ للدين وتعليمه وعدم وجود إجابات شافية على الأسئلة التي تشغل باله وتقض مضجعه. وكلاهما ضد السلوك الطبيعي وضد الوسطية التي يدعو لها ديننا الحنيف. تلك المرحلة تستلزم على الوالدين والمحيطين بالشاب من مربين وعلماء دين الانتباه لحاجاته الاجتماعية والنفسية ومساعدته على اكتشاف ذاته وتكوين هويته والإجابة على أسئلته الخاصة بالدين والغيب بكل شفافية وبناء علاقة متينة معه قائمة على الإنصات الواعي وتفهم حالة الضياع التي يمر بها والأخذ بيده نحو بر الأمان. فالشباب ثروة وطنية وطاقة يجب أن نحافظ عليها ونعمل على تنميتها وصقلها مما يستوجب علينا مساعدة كل شاب ضل طريقة ووقع في فخ الإلحاد أو التزمت الديني لدرجة الغلو على إيجاد الطريق وكذلك الموزانة بين مبادئ الدين وبين مغريات الحياة.