11 سبتمبر 2025

تسجيل

الفرق بيننا

06 مايو 2012

تلك هي الحقيقة المرة التي تؤلم القلوب، لكنها فعلاً اصبحت حقيقة لا يمكن نكرانها، ومن الواقع المرير هذه الملاحظة التقطتها بعدستي المتواضعة، علها تجد من يهتم بشأنها. 1 — حقيقة: لا يمكن ان ننكر وجود اخواننا المقيمين على هذه الارض الطيبة، منذ ان كانت اعمارهم تتراوح بين الخمس سنوات او اكثر بقليل، عاشوا عليها، وحينما كبروا خدموا ارضها برواتب هم راضون بها، فوق معاناتهم المادية ترى انهم يتحملون ما لا يطيقون، لكن الحمد لله على كل حال لا تفارق السنتهم، هؤلاء الوافدون جاءوا الى الخليج بحثاً عن لقمة عيش وكتب الله ارزاقهم على تلك الاراضي، فتزوجوا وانجبوا حتى بالكاد يظن ابناؤهم انهم ليسوا مقيمين بل انهم مواطنون، منذ ان فتحوا اعينهم وهم يشاركون ابناء البلاد افراحهم، ففرحة البلد تعنيهم ايضاً في كل المناسبات، جئنا لنقل لهم (فلتحمدوا ربكم اننا وضعنا لكم مكاناً بهذه الارض، وجعلناكم تشاركوننا لقمة عيشنا، وتوظفتم ايها الوافدون )، كم هي كلمات تجرحهم، وتجعل من البعض يكره ان يجلس بمجالسكم لانكم مجرد (جهلاء لا اسلوب لديكم ولا طريقة سلسة تحملونها للتحاور معهم)، هؤلاء يا هذا بالكاد يجدون لهم وظيفة، وان وجدوا فوالله بالكاد ثم ابصم واقول بالكاد تسد جوعه الى نهاية الشهر، وتأتي انت لتزيد همه بكلماتك، لن اتفلسف ولكن فقط اكتفي فاقول (ان لم تجد كلمة طيبة تخفف عنهم فاصمت فالكلمة الطيبة حسنة، اعجبني موضوعا كان بقلم (سعود البقمي) كاتب سعودي، يستحق التقدير في مقالته انا خليجي وانت اجنبي تحدث عن الكثير من الامور ولقد اعجبتني كلماته التي سأكتبها في مقالتي بكل فخر ( 50 عاما يعملون واستكثرنا خلالها حتى ان نقول لهم شكرا، من القلب شكرا لكل وافد جاء او عاش في هذا البلد، حتى ولو لم يفعل سوى ان دق مسماراً في لوحة ارشادية على جانب طريق مظلم )، أجل يجب ان نرتقي في تعاملنا مع من هم حولنا، وازيد ثم اقول المقابر احتوت الوافد والمواطن، فلا فرق بيننا وبينهم، المساجد لم تخصص لفئة معينة، والعبادات كلها تحتوي الجميع وتحت شعارها نعيش اجمعين، فلماذا العنصرية التي نغني بها ليل نهار (لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى )، فلا داعٍ ان تتفوه بأنك ابن البلد واخوك المقيم مجرد وافد وارجو ان تزن كلماتك قبل ان تطلقها كالسهام. لا تنسى انك تشتري (خبزك) من خباز مقيم، يتفنن ليبيعه عليك، ولا تنسى ان العامل الذي يحضر ليبين لك فنه الراقي لديكور منزلك هو مقيم، ثم تفكر قليلاً ان الذي يقدم لك كوب الشاهي وانت في مكتبك هو مقيم، فاتق الله فيهم، وتدبر حسن الكلمات، ثم تفوه بالعبارات، كي تنال على الاقل ذكرى طيبة بعد (الممات)، ودعوة صالحة وانت تحت التراب علها تشفع لك عند الله. اخي المواطن: انني لا اختلف معك في نقطة بانهم مقيمون في الارض، لكن اسألك بالله هل تعرف ما معنى الاقامة؟ هذه الفئة تدفع مقابل سكنها في البلاد، تدفع من كل النواحي (الصحية — الدراسية — السكن...الخ)، اي انها من كل النواحي تجد ضغوطات ومعاناة، فاسألك بالله العظيم ان تخفف عنهم بكلمة؟ نقطة: الفرق بيننا فقط في الجنسية، اما العادات فاكثرهم يماثلوننا كونهم تربوا في ظل عادات الدول الخليجية، ولا اجد اي فرق اخر يُذكر.