15 سبتمبر 2025
تسجيلبحكم عملي في مركز تعليمي ألتقي كثيرا من السيدات سواء كطالبات في مراحل جامعية أو أمهات لطلبة في مراحل تعليمية مختلفة وتكون لدي مشاهدات تترسخ لدي يوما بعد يوم في كثير من السيدات بأعمار أيضا مختلفة لدى كثيرات منهن إحباط وتوتر وعصبية وأحيانا مزاج سيئ ورغم ادراكى التام أن الصدور تحوى الكثير وفى الدنيا من المشاكل والهموم ما تنوء به الجبال وان الوضع العربي العام خاصة ما يحدث في سوريا الحبيبة يدمى القلوب ويمزق الأفئدة، إلا اننى أتمنى ممن تمر بتلك الحالة أن تلجأ إلى وصفة مجربة ودائما ما انصح بها من تلجأ إلي منهن شاكية باكية أحيانا في أن تقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة واقسم أن الغم سيزول والصدر سينشرح وان السكينة ستعرف طريقها إلى تلك القلوب المظلمة. والحقيقة اننى ذكرت ذلك الحل الرباني بعد انتشار كتب غربية مترجمة تتحدث عن السعادة وكيفية الوصول إليها وأكاد اجزم أن الذي يصل إلى السعادة هم مؤلفو تلك الكتب وأصحاب دور النشر. مثل تلك الحكاية التي أكدها صاحب كتاب "كيف تصبح مليونيرا؟" وعندما سأله كثيرون اشتروا الكتاب ولم يصبحوا بالطبع مليونيرات قال: تصبح مليونيرا عندما تعرف كيف تصبح مليونيرا وأنا عرفت الطريق فألفت الكتاب وبعت منه مليون نسخة كل نسخة بدولار واحد حتى يكون سهلا في الشراء فأصبحت أنا مليونيرا وهذا يكفيني بكل تأكيد. وهذا لا يعنى بالطبع أن الكتب التي تتحدث عن السعادة ليست ذات فائدة مرجوة وإنما عنيت أن لدينا كمسلمين مخزونا هائلا من كنوز تلك السعادة ومن مفاتيحها التي لا تعد ولا تحصى وأهم تلك الكنوز هو الرضا بكل شيء؛ الرضا بقضاء الله وقدره فى الصحة والرزق والولد وان من يرزق هو العادل سبحانه وتعالى وانه وحده بيده كل شيء وحالة الرضا تلك هى أعلى درجات السعادة لدي. ولا شك أن القريب من الله سبحانه المتنعم بطاعته المتلذذ بمحبته من يفوز بالراحة والانشراح والسكينة والرضا وان من أخذت الحياة بتلابيبه وجعلته أسيرها ليل نهار كمن يمشى مغمض العينين في درب وعر مليء بالصخور المدببة وتسيل دماؤه وهو عاجز حتى أن يداويها. ومع ذلك فلا يمنع أن تكون هناك أفكار طيبة تفيد وتساعد على التخلص من الحالة المزاجية السيئة واستعادة روح التفاؤل والثقة بالنفس في أقل وقت ممكن نذكر منها: إذا كنت ممن يكثرن من انتقاد أنفسهن والتقليل من قدرهن، فحاولي جاهدة التوقف عن ذلك قدر الإمكان في الأوقات التي لا تكونين فيها على ما يرام مزاجيا، واعلمي أن الحل بيدك أنت قبل أي شخص آخر. ساعدي نفسك وامتنعي مؤقتا عن جلدها، وفكري في مميزاتك وصفاتك الحسنة والمواقف الطيبة والقرارات الصائبة التي اتخذتها اليوم، وشجعي نفسك كلما فعلت ما يستحق الثناء. — إذا كنت في المنزل وشعرت بالضيق وسوء الحالة المزاجية، جربي أن تدللي نفسك بالحصول على حمام دافئ، مع إضافة بعض قطرات ماء الورد في مياه الاستحمام. وبعد أن تنتهي من حمامك، قومي برش القليل من عطرك المميز على جسدك، وستشعرين بالكثير من الهدوء النفسي والاسترخاء، مع تراجع حالة العصبية والمزاج السيئ تدريجيا. أما إذا كنت خارج المنزل، فاكتفي برش العطر واستنشاقه مع النظر إلى السماء الصافية أو مراقبة الطيور لدقائق. — لتجنب أي احتكاكات أو مشاحنات قد تحدث بينك وبين الآخرين ممن حولك أثناء حالة المزاج السيئ التي تنتابك، كوني حريصة جدا وانتقي بعناية كلماتك وإيماءاتك حتى لا تجرحي أحدا دون قصد إذا صدرت عنك كلمة أو حركة أو حتى إيماءة خاطئة. — حاولي رسم ابتسامة على شفتيك حتى وإن كانت مزيفة، فتأثيرها سينتقل إلى قلبك كما يقول الخبراء، وجربي بنفسك لتعرفي. اجلسي قليلا أمام التليفزيون لمشاهدة بعض مشاهد مسرحية كوميدية تحبينها أو استمعي لأحد الفنانين الكوميديين وهو يلقي بعض النكات اللطيفة. الضحك عدوى، وحتى إذا كانت حالتك المزاجية سيئة، ستجدين نفسك تبتسمين بعد دقائق وتشعرين بالراحة النفسية ولو بشكل نسبي. وأخيرا إذا أدركنا أن الدنيا بكل ما فيها من نعم نتكالب عليها ونتقاتل لا تساوى عند الله جناح بعوضة لهدأنا وسكنا ولكن من يعلم ومن يدرك ومن يعمل؟! وسلامتكم.