10 سبتمبر 2025
تسجيليمر الإنسان بمراحل مختلفة في حياته، من حيث النمو والتطور، حيث يبدأ بالمرحلة الجنينية- في رحم الأم- ثم مرحلة الطفولة المبكرة، مرحلة الطفولة المتأخرة، فالمراهقة إلى الشباب، ثم الكهُولة فالشيخوخة. ومن أهم وأخطر هذه المراحل وهي ((مرحلة المراهقة)). والمراهقة مرحلة انتقالية بين الطفولة والبلوغ ومن ثم الشباب. خلال هذه المرحلة يمر الأفراد بتغيرات جسدية وعاطفية ونفسية واجتماعية سريعة تؤهلهم لدخول مرحلة البلوغ والشباب. ولأن مرحلة المراهقة هي مرحلة انتقالية، بين الطفولة والشباب، ومن سمات المراحل الانتقالية الاضطراب والغموض، فيكون فيها المراهق (الطفل)، في بداية سنوات المراهقة، مشغولاً بالتخلص من قيود الطفولة التي تجذبه إليها بقوة، كي يكون مستعداً للوقوف على عتبات مرحلة الشباب. ويعاني المراهقون بعض المشكلات النفسية والانفعالية والاجتماعية والأكاديمية – خلال مرحلة المراهقة- مثل: الاكتئاب والذي ينتشر بينهم، القلق والخوف، اضطرابات التفكير، الخجل والانسحاب( خاصة الإناث)، العناد وعدم اتباع التعليمات، التشتت وعدم التركيز: مما يؤثر بالسلب على الأداء الدراسي لهم، بالإضافة إلى التوتر، التقلب المزاجي والانفعالي الشديد الناتج عن النمو والتغيرات الهرمونية والجسدية. وبالطبع مشكلات التواصل والعلاقات مع الوالدين وأفراد الأسرة وكذا المعلمين. ويمكننا التعامل مع تلك المشكلات عن طريق: • تأتي الأسرة في المقام الأول، والمنوط بها تقديم الدعم النفسي لأفرادها (المراهقين)، عن طريق تفهم طبيعة مرحلة المراهقة وما تتسم بها من تغيرات نفسية وجسدية وانفعالية ومعرفية، ومن ثم التعامل معهم بحكمة وحب وصبر. ففي الأُسر الدافئة (التي تسودها أجواء من الحنان والحب)، يزدهر بين أفرادها إحساس الثقة بالنفس، ويشعر كل فرد من أبنائها بقيمته. • بناء علاقات تواصلية جيدة مع المراهقين والعمل على احترام وفهم أفكارهم وطموحاتهم ومشاعرهم والاستماع اليهم وتقبل تقلباتهم المزاجية (في تلك المرحلة). • تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمراهقين عن طريق الأخصائيين المؤهلين • تقديم الدعم الأكاديمي والتعليمي للمراهقين في المدارس والمؤسسات التعليمية. • تشجيع المراهقين على ممارسة الأنشطة والهوايات المختلفة وخاصة الأنشطة الرياضية. فالمراهقة هي فترة حياة مليئة بالتحولات والتحديات، حيث يمر المراهقون بمجموعة مختلفة ومتنوعة من المشكلات والاضطرابات التي قد تؤثر على نموهم وتطورهم الشخصي. فهم يواجهون ضغوطًا اجتماعية وعاطفية ونفسية ومعرفية تجعلهم يبحثون عن سبل للتعامل معها بفعالية. فيجب على المجتمع بشكل عام، وعلى الوالدين والمربين بشكل خاص، توفير الدعم – بكافة أشكاله- والإرشاد للمراهقين لمواجهة هذه التحديات بنجاح والوصول بهم إلى بر الأمان.