30 أكتوبر 2025

تسجيل

معركة تكريت.. نصر أمريكي بنكهة إيرانية..؟

06 أبريل 2015

ما حدث خلال وبعد معارك تكريت الساخنة التي أسست لواقع عراقي جديد، وكرست هيمنة النفوذ الإيراني، من انتهاكات ومجازر وتصفية حسابات ثأر طائفية واكتملت حلقة الدم والثأر مع حملات الحرق والسلب والنهب التي قامت بها الميليشيات الشيعية ضد مدينة تكريت لأهداف ثأرية واضحة بعد الخسائر البشرية الكبرى التي تكبدتها المليشيات ورعاتها من قيادة الحرس الثوري الإيراني التي فقدت خمسة من كبار جنرالاتها في معارك تكريت وبددت أسطورة جنرال فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي هرب متراجعا لبلاده وهو يجر أذيال الخيبة والخسران. الواقع الميداني في العراق كان يؤكد استحالة اجتياح الميليشيات الشيعية لتكريت لولا التدخل الأمريكي الفاعل والحاسم ودور الطيران الأمريكي الذي استخدم أسلحة نوعية وقنابل ارتجاجية لتفجير الألغام التي كانت تعيق تقدم القوات المهاجمة وبما حسم المعركة بأسرع وقت وأقل تكاليف رغم أن الذي استفاد من ذلك التقدم هو الميليشيات الشيعية التي حاولت تغيير ما حدث لصالحها بعد أن اجتاحت تلك العصابات الطائفية المتعصبة المدينة ومارست عمليات السلب والنهب والحرق بل وتعليق الصور الإيرانية وكتابة شعارات النصر باللغة الفارسية وفشلت الدولة في حماية شعبها وفي فرض الأمن أو تحقيق تعهداتها بعدم تكرار ما حصل من انتهاكات في ديالى وكركوك وأماكن أخرى خلال الشهور السابقة، الانتصار الحكومي في تكريت جاء بقوة الزخم الأمريكي ولكنه تطعم بنشوة الفرح الإيرانية التي حققت هدفا معنويا كبيرا بكسر إرادة أهل تكريت وتحقيق ثأر تاريخي له أبعاد نفسية وسلوكية كامنة ضمن ملفات الصراع العراقي/ الإيراني المتعدد الصفحات والزوايا، قوات التحالف وهي تلتزم بحماية ومساندة حكومة بغداد، لم تستطع أن تفرض على الحكومة العراقية تنفيذ التزاماتها في منع انفلات حالات الثأر والانتقام بصيغته الطائفية الرثة التي صبغت شوارع العراق بالدماء والدموع والآلام، المشكلة الجوهرية في المعضلة العراقية أن حكومة بغداد لا تمتلك سلطات حقيقية على قيادات الميليشيات التي تغولت وتحولت بفضل دعم الأحزاب الطائفية ومن خلفها النظام الإيراني لوحش كاسر يلتهم كل شيء يقف في طريقه، وأضحت السلطة عاجزة بالكامل عن كبح جماحها مما أدى لاستقالة محافظ تكريت احتجاجا على التجاوزات والانتهاكات التي خرجت عن السيطرة رغم تحذير المنظمات الإنسانية الدولية وحتى الأمم المتحدة من حراجة الموقف بل والمعرفة الدولية المسبقة بما سيحصل من تجاوزات وجرائم تجاوزت كل الخطوط الحمراء، حكومة العبادي أظهرت ضعفا فضائحيا في معالجة الموقف وحماية الشعب العراقي بمختلف مكوناته مما يطرح ألف علامة استفهام حول مصير العمليات العسكرية القادمة في الأنبار والموصل وبما سيعيد خلط الأوراق طائفيا ويؤسس لحالات صراع طائفي عويصة ولحمامات من الدماء ستغرق العراق في فوضى غير مسبوقة في تاريخه الحديث، الحكومة تتهاوى داخليا، وحتى على مستوى العمل الدبلوماسي الخارجي فالفشل الذريع سيد الموقف، إذ إن وزارة الداخلية التي يقودها إبراهيم الجعفري وهو أفشل سياسي عراقي على الإطلاق قد فشلت في رعاية أمور آلاف العراقيين الذين تقطعت بهم السبل في اليمن!! فالوزير والوزارة في حالة انشغال تام بقضايا طائفية رثة لا علاقة لها بالهم الوطني!. لقد سطرت العصابات الشيعية المنفلتة أروع ملاحم السلب والحرق والنهب دون وجود أي قوة سلطوية تمنعهم من ممارسة ذلك السلوك الأخرق والخارج عن معايير الدين والعقيدة والمذهب والحس الإنساني، فحينما يترك للرعاع حرية التصرف وتحجم السلطة عن الإيفاء بواجباتها ووظائفها تتحول قوانين الغاب لتكون هي السلطة الحقيقية في بلد يعيش منذ سنوات دمار الحروب ويغرق في خرافات التاريخ وأساطيره البلهاء. كما أن قوات التحالف الدولي تتحمل مسؤولية أخلاقية كبرى في منع انهيار الوضع في العراق إلى درجة الوصول للحالة الراوندية وتكرار المذابح التي حصلت هناك بين (الهوتو والتوتسي)!! ولكن وفق آليات طائفية عراقية معروفة الدوافع والأهداف والنوايا!!. في تكريت تفجرت ينابيع الدم وانطلق ثأر الحقد ليتحول لقانون حياة، وتجاوزت الميليشيات على سطوة الدولة وسحقت هيبتها!.. فحتى متى يظل العالم يتفرج على المساه العراقية؟ وهل بالقنابل الارتجاجية الأمريكية وحدها تتم تسوية الأمور؟ العراق لا يعيش فوق البركان فقط بل إنه البركان ذاته الذي بات يقذف بحممه وشظاياه وبما سيتسبب بحريق إقليمي كبير ما لم تتم معالجة الموقف فورا، فقولوا على العراق السلام!.