12 سبتمبر 2025
تسجيلالمستنقع الداعشي في العالم العربي يشمل أطرافا عديدة وهرميات متعددة تتراوح بين أنظمة رسمية ومؤسسات وإدارات وحالات ثقافية واجتماعية، حولت المشهد برمته إلى حالة متفجرة، ونقلت الحالة العربية إلى ضفاف "مرحلة مجنونة".وإذا كان السوري حافظ الأسد والليبي معمر القذافي والمصري عبد الفتاح السيسي هم الآباء المؤسسين للداعشية الدموية العنيفة، فإن بشار الأسد، وريث الدم من أبيه، يعتبر الأعنف والأشرس والأكثر دموية ربما في التاريخ العربي كله، فخلال 3 سنوات من الحرب على الشعب السوري قتل حوالي 300 ألف شخص، مما يضعه في رأس قائمة الجزارين في العالم، فهو حقق مجموعة من الأرقام القياسية غير المسبوقة، فهو قتل أكبر عدد من الناس ينتمون إلى شعب هو يقوده خلال فترة وجيزة، وهذا ما يضعه في درجة واحدة مع الروسي ستالين، لكنه يختلف عنه أنه قتل عددا أكبر خلال فترة أقل، وهو يسبق بمراحل عدد الضحايا لدكتاتور أسبانيا فرانكو ودكتاتور تشيلي بينوشيه، وطبعا لا يقارن بهتلر الذي قتل الكثيرين لكنه لم يقتل أحدا من شعبه الألماني.يضاف إلى الأرقام القياسية التي حققها بشار الأسد، تشريد أكثر من 10 ملايين سوري من بيوتهم وديارهم، داخل وخارج، سوريا، وهو رقم غير مسبوق تاريخيا، في الماضي والحاضر، ثم رقم قياسي ثالث في عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها على الأبرياء في المدن والقرى والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من السوريين، إلى جانب تدمير نصف منازل ومساكن سوريا في طول البلاد وعرضها، وهو رقم قياسي رابع لهذا الدكتاتور المنفلت من عقاله والذي لا يكبحه أحد، ثم هناك رقم قياسي خامس يتعلق بعدد الجرحى الذي وصل إلى نصف مليون جريح، ويأتي بعد ذلك الرقم القياسي السادس وهو يتعلق بعدد المعتقلين والذي وصل إلى 250 ألف سوري، وبعد ذلك تسجيل رقم قياسي هو السابع ويتعلق بعدد القتلى داخل السجون والذي وصل إلى 50 ألف قتيل، وعدد المفقودين والذي يصل إلى 150 ألف مفقود وهو الرقم القياسي الثامن، وهناك أيضا تسجيل أكبر عدد من حالات الاغتصاب إلى وصلت إلى أكثر من 30 ألف حالة اغتصاب للنساء والفتيات القاصرات، وهذا هو الرقم القياسي التاسع، وإلى جانب كل هذه الجرائم يسجل الأسد رقما قياسيا عاشرا ويتعلق بعدد الفصائل والمليشيات التي يستعين بها من خارج سوريا للقتال ضد السوريين، مثل حزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق وكتائب أبو الفضل العباس والحرس الثوري الإيراني ومقاتلين من باكستان وأفغانستان واليمن إلى جانب قوات الدفاع العلوية، وهو تجمع مليشياوي غير مسبوق في التاريخ العربي.لكن الرقم القياسي العالمي وغير المسبوق لنظام الأسد البعثي العلوي الطائفي هو كمية الحقد الأسود ضد الشعب السوري وأحراره وكرام عائلاته، وإصراره على إذلال الشعب السوري واستعباده وتحويل من السوريين من سادة إلى خدم لفئة اجتماعية كانت تنتمي دائما لقاع المجتمع.لا تتوقف جرائم الأسد الداعشية عند إراقة الدماء وقتل الأطفال بالغازات والأسلحة الكيماوية بل سبقها، محاربة الدين وإقصائه من المجتمع والمناهج الدراسية والحياة العامة، وفرض العلمانية اللادينية بالقوة، وتدريس النظريات التي تنفر الأطفال من الدين، وتصحير الحياة الثقافية، وضرب البنى الأخلاقية للمجتمع، وتطهير المجتمع من قيم العدالة عن طريق نشر الفساد والرشوة، ومحاربة قيمة الحرية ونشر حالة من "عبادة الشخص" وتقديس "الرئيس الملهم والقائد للدولة والمجتمع" وتحويل حافظ الأسد إلى "إله" يعبد بكل ما في الكلمة من معنى، وهو ذات السلوك مع ابنه بشار الذي يتم التعامل معه بوصفه إلها، على حد وصف صحفية روسية أجرت معه حوارا خاصا.كل ما قام ويقوم به بشار الأسد ومن قبله والده هو التعبير الأنقى للداعشية الإقصائية الإلغائية الدموية، داعشية تسبق بمراحل داعشية تنظيم الدولة الإسلامية، بل تجعل من تنظيم الدولة "كيانا معتدلا" مقارنة بكمية الدماء والدموع والمآسي التي يمارسها زعيم النظام البعثي العلوي بشار الأسد.