11 سبتمبر 2025
تسجيلالإعلام هو مصدر الوعي والثقافة والخبر، ولا يخفى على الجميع ما للصحافة من تأثير إيجابي/سلبي على المجتمع. ولا تقف أهداف الصحافة عند حد البحث عن الخبر ونشره، ولكنها تجاوزت الأمر إلى التأثير والتغيير والتقويم والتثقيف. وليس كل إعلام صادقا كما أنه لا يوجد إعلام محايد، والوظيفة الصحفية تنجلي في أن تكون ثقافية ودفاعية وهجومية. دفاعية لتوضيح الحقائق وشرحها ثم الهجوم فقط للضرورة القصوى عندما يعتلي أمراً لا يجب السكوت عنه ويمس الدين/ يهدد الوطن بصورة واضحة.ما يحدث في تويتر من استفزاز/ استهزاء/ شحن للصدور من قِبل بعض الاعلاميين هو عمل غير أخلاقي بل غير مهني لمن يحظى بلقب صحفي (رجل/إمرأة). بل إن البعض قد يقلب أمة لكثرة متابعيهم ومناصريهم فيشحن الصدور لأمر صغير تافه ليفزع كل شخص لقبيلته بدل دينه/ وطنه ليظهر للجميع بل للعالم مدى هشاشة هذا المجتمع الذي قد تفككه كلمة.الغريب أن بعض الصحفيين يُعرفون في ملفهم التويتري بمهنتهم ثم يتحدث من باب أن هذا الرأي يمثله هو فقط. عفواً!!! لا...ليس هكذاً، فإن كان ما تكتب يمثلك فامسح مهنتك/ منصبك الصحفي من بروفايلك لأنك بذكره تمثل صحيفتك وبلدك.هل هي نوع من السياسة تغريدات الاستفزاز والاتهامات؟! هل يعقل أن تتراشق الشعوب بالكلمات والاتهامات في تغريداتها والحكومات هادئة وتظهر محبتها لبعضها البعض ولا تنوه بالتوقف عن الأمر؟! هل الاستفزاز والاستخفاف بالآخرين نوع من الحرية؟! وما الهدف من إثارة مجتمع أو شعب أو دولة؟ وإلى ماذا يريدون الوصول؟!نعم نريد صحفيين لهم القدرة على نشر الخبر الصحيح وتحليله والتأثير فيه، بل والرد بقوة إن استدعى الأمر ولكن بلباقة الصحفي وحسن اختياره لكلمات تكون موجعة لكن مترفعة عن الابتذال.نحن الآن في حاجة أن نوحد الصف الخليجي والعربي والاسلامي لا أن نزيد الفرقة، نحتاج لتوطيد العلاقة، ولتقريب وجهات النظر، ولننظر لمخالفينا نظرة الأخ الأكبر الذي ينصح ويتودد لأخيه الأصغر إن أخطأ أو انحرف عن الطريق الصحيح. ماذا سنجني من سوء الفهم والخلافات: التفكك والعداء لنصل لمرحلة الحرب ثم يحتلنا الغرب!! وكلما زاد الإعلامي في الاستفزاز والسب والاستهزاء زاد المتابعون...علاقة طردية غريبة حقا!. هذا ليس فيه مصلحة للوطن ولا خير فيه ويصب في مصلحة صاحبه فقط ولا ندري أهو للشهرة/ للمال/ للمنصب/ لأمر خفي بصدر صاحبه!ثم أن تنتهج طريقا صحيحا لا يعني ان خالفك غيرك أن تبادره بالهجوم قدر ما تنصح له ثم تبتعد عنه إن لم ينتصح، إلا إن بدأ بضرك وبالهجوم عليك...هنا فقط تهاجم وهجوم الصحفي ليس بأسلوب رخيص كأسلوب بعض النساء الجاهلات "المنقزات" بالكلام "المستخفات" بالآخرين.كلنا قطر، يد واحدة، قلب واحد، وكلمة واحدة ضد من يتربص بنا، ولكن لا نستهزئ ولا نستخف بغيرنا، فنحن أقوى من أن نظهر بصورة مفككة أمام العالم، أو صورة تجعل الغير يستخف بتغريداتنا ويجد ضعفنا فيستغلنا. بلد جعله أميره كعبة المضيوم يستحق أن يظل عاليا لا تسقطه كلمة ساقط، ولا حقد حاقد بل هو الأخ الأكبر الذي يوجه وينصح ويصبر. ونحن الآن في العالم العربي في وضع لا نحسد عليه، ولا ندري بما هو آتٍ؛ لذلك لابد من التعقل وإدراك كلماتنا عند النطق بها. همسة لكل صحفي:تغريداتك تمثل بلدك لأنك مثلتها بتعريف نفسك بملفك التويتري، فصن بلادك كما تصون عرضك، ولتكن قويا ولكن بأسلوب نظيف، صلبا في الرد ولكن دون استفزاز واستهزاء واحتقار لأنه يعد من الكبر. قال صلوات الله وسلامه عليه "الكبر بطر الحق وغمط الناس" ففعلك لن يحسن الأمر بقدر ما يزيده سوءا. همسة لحكام الخليج:كفانا.. كفانا.. فالكل ينتظر فرصة للانقضاض علينا فنحن وأنتم تعلمون رغم المعاهدات والاتفاقيات تحت المجهر، فارحموا شعوباً لا ذنب لها قد يُجنى عليها مستقبلا، وليقف كل حاكم لشعبه لتقف كل المهاترات التويترية، ولتتوحد الصفوف.دمتم في حفظ الله ورعايته..