17 سبتمبر 2025

تسجيل

أزكى لهن وأطهر

06 مارس 2014

إن الإنسان لابد له من قيد يحكمه يكفيه شر نفسه وشر هواه وشر من حوله، وهذا القيد هو قيد الدين والأخلاق، وبهذا القيد ينعم الإنسان بحياة الأمن والرخاء والسعادة، وإذا حل أو انحل هذا القيد فسدت معيشة بني آدم واقرأ على الدنيا السلام فتفسد الأخلاق وتضيع الآداب وتكثر ذئاب البشر. فالخالق جل شأنه أعلم بما يصلح شأن البشر. فأوكل إلى المرأة القيام بشؤون أولادها وأهلها وأمرها بالحجاب بستر الوجه واليدين وسائر الجسد ونهاها عن التبرج. ولم يكن ذلك حرمانا لها من حق هو لها بل كان ذلك هو الذي يصلحها، فاستقرارها في البيت والتزامها بمبادئ دينها والتحلي بقيمه وآدابه يحفظ الأسرة من التفكك والانحلال وينشر في البيت العطف والمودة، حيث يعود الرجل فيجد زوجته قد استعدت له بكل ما يحب ويعطي المرأة فرصة لتمنح صغارها الحنان والرعاية والتربية، ويحفظها من الأشرار وكيد الفجار ويحفظ المجتمع من الهدم ويمنع عنها نظرات زائغة من قلوب مريضة، ويكفيها أذى الخبثاء ويصرف عنها كل سوء ويصونها ويبقيها في حصن الفضيلة والشرف. فالمرأة المسلمة التي نهلت من معين الإسلام الصافي ونشأت في جوه الوارف الظليل لا تلتزم الحجاب الشرعي تقليدا وعادة. بل تلتزمه وقلبها مطمئن بالإيمان إنه أمر من الله عز وجل ونفسها ممتلئة بالاقتناع أنه دين أنزله الله لصيانة المرأة المسلمة وتمييزا لشخصيتها وإبعادا لها عن مزالق الفتنة ومواطن الرذيلة ومهاوي الضلال.ومن هنا فهي تتقبله بنفس راضية وقلب مطمئن واقتناع راسخ كما تقبلته نساء المهاجرين والأنصار يوم أنزل الله فيه حكمه القاطع وأمره الحكيم. وإن إصرار كثير من التجمعات البشرية المعاصرة على تكشف المرأة وعريها دليل الانحراف والشرود والابتعاد عن هدى الله لا في بلاد المسلمين فحسب بل في بلاد العالم قاطبة. لأن المسلمين الذين يتعبدون بتلاوة كتاب ربهم الثابت المحكم المحفوظ آناء الليل وأطراف النهار لا يمكن أن يرضوا بهذا الانحراف. لأن نصوصه القاطعة من كتاب وسنة تقرع أسماعهم دوما محذرة المخالفين عن أمر الله ورسوله متوعدة إياهم بالفتنة في الحياة الدنيا وبالعذاب الأليم في الآخرة يقول الله تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) النور: 63. فصلاح المرأة يرتبط أساسا بعودة المجتمع إلى هدي الإسلام وتعاليمه. وفي بلوغنا القيم الإيمانية التي تجعلنا نحيا في سبيل الله حياة ربانية كاملة في أقوالنا وأفعالنا ومشاعرنا وأذواقنا. وانطلاقا من غاية التربية الإسلامية ومناهجها المبنية على تكوين الفرد الصالح في نفسه المصلح لما استرعى عليه. وقد استرعيت المرأة على البيت المسلم الذي يمثل بحق نواة مصغرة للمجتمع كله بل الحياة بأسرها.فالمرأة في الإسلام لها المكانة والمنزلة والمجتمع يتسابق إلى خدمتها ويرون ذلك واجبا لا فضلا وقد حرم الشارع إيذاء المرأة بالضرب المبرح أو الضرب في الوجه وأمر بالعدل بينهن وجعل لها الحق في اختيار الزوج ومن مظاهر عناية الإسلام بالمرأة تخصيصها بالذكر في سور عدة وفي آيات كثيرة كسورة البقرة والأحزاب والنور والطلاق بل ومبالغة في إكرامهن سمى بعض سور القرآن بهن كسورة النساء وسورة مريم وقد سخر الإسلام الرجل لخدمة المرأة خارج البيت مقابل أن تخدمه في داخله، فيجب على الزوج أن ينفق عليها ولو كانت تملك أموال الدنيا، ولا يلزمها أن تنفق عليه درهما إلا عن طيب نفس واختيار. فهلا أدركت المرأة المسلمة أنها مكلفة مثل الرجل وأن الله سيحاسبها على أعمالها صغيرها وكبيرها يقول الله تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) الزلزلة: 8. لذا يجب أن تدرك عندما تنفذ شرع الله أنها تبتغي بذلك وجه الله تعالى فإنها عندما ترتدي الحجاب ابتغاء مرضاته فلا بد وأن يوافق شرع الله عز وجل ويكون على منهج السنة النبوية العطرة بأن يكون فضفاضا فلا يظهر زينة ولا يكون ضيقا ولا شفافا فإنها محجبة تدرك معنى الستر والعفاف.أما ما نراه من أن بعض المحجبات اللواتي يرتدين الحجاب من أجل أغراض خسيسة وأن إحداهن تهز وسطها بين الرجال وهي مرتدية الحجاب فإننا لا ندري لماذا ترتدي مثل هذا الحجاب فإذا كان للتستر. فهي تمارس الخطأ علنا أمام الجميع وإذا كان السبب دينيا فأي دين يسمح لها بهذا المجون. فإننا نعيش في عصر طمس الحقائق عصر يتربع فيه الشيطان على عرشه. فالواعية لدينها الخائفة من ربها هي التي تعلم أن الله مطلع عليها فتتمسك بأوامر الله عز وجل وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فيؤدي ذلك إلى أنها تلتزم الحجاب الشرعي عند خروجها من البيت.