14 سبتمبر 2025

تسجيل

الخليج فوق فوهة بركان

06 مارس 2014

لم يعد الضحك والقهقهة مقصوراً على اليهود وأعوانهم من الأمريكان بعد نجاح مخططهم في ضرب ثورات الشعوب المطحونة في بلاد العالم العربي والإسلامي بل امتد الأمر ليشمل الإيرانيين الذين يضحكون ملء شدقهم ويقهقهون بل وينبطحون أرضاً من فرط فرحهم بنجاح مخططاتهم التي تقاسموها ورسموها مع حلفائهم الصهاينة والأمريكان في تقسيم منطقة الخليج العربي بعد نجاحهم في تقسيم العراق أو بالأحرى الاستحواذ عليه من قبل إيران بعد أن انتهت أو بالأحرى "شبعت" الولايات المتحدة الأمريكية من سرقة النفط من أرضه حتى أوشك "الضرع" أن ينشف من البترول فألقمته إيران لتستكمل سرقة خيرات وثروات العراق لتصدير عقيدتها الشركية الباطلة في العالم الإسلامي فضلاً عن تبادل الأدوار مع الأمريكان الذين قتلوا الشعب العراقي وتفننّوا في تعذيبه – كما في جرائم سجن أبو غريب وغيرها – ليستكمل الإيرانيون قتل أهل السنة وإبادتهم عن بكرة أبيهم على يد خادم إيران وعميلها نوري المالكي.دول الخليج العربي بدأت تقطف ثمار مواقفها السلبية تجاه تحركات إيران وتقاربها مع الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا السكوت على قتل أهل السنة في الأحواز العربية وفي العراق على يد الإيرانيين بإشراف حقير من قبل الأمريكان لم تقابله دول الخليج العربي مجتمعة إلا بالمزيد من السكوت والتفرّج واستكمال مشاهدة سباقات الهجن والفروسية المشتركة فيما بينهم واستكمال مشاهدة مباريات كأس الخليج لكرة القدم وغيرها من الاهتمامات المشتركة لدول مجلس التعاون الذي يغلي على فوهة بركان يكاد ينفجر في أي لحظة بينما لايزال يعيش على ذكريات التعاون المشترك والإنجازات! كبرنامج "افتح يا سمسم" على سبيل المثال لا الحصر. هذا المجلس الذي لايزال كذلك يعيش على ذكريات السجاد الأحمر الذي تفترشه المطارات الخاصة لاستقبال رؤساء دول الخليج العربي والورود المنثورة على مواكب الضيوف فضلاً على الأغاني الوطنية التي تعجّ وتغصّ بها القنوات الرسمية في دول الخليج الست بينما كانت الطبول تقرع في خارج الخليج على أنغام حروب ونزاعات ومؤامرات تحاك للمنطقة في الوقت الذي لايزال المواطن الخليجي العربي ينتقل بمشقة وصعوبة وإهانة – أحياناً - بين هذه الدول الست! بينما ينتقل بكل يسر وسهولة وكرامة بين ثماني وعشرين دولة! هي دول الاتحاد الأوروبي التي نجحت في تغليب مصلحة شعوبها واقتصاد أوطانها على المصالح الشخصية والأهواء الفردية والنزاعات القبلية.لقد أكدّ الكثير من الدارسين والمحللّين للوقائع والأحداث بأن دول الخليج العربي ستؤول إلى المزيد من الانقسام إلى دويلات وقبائل متنازعة متناحرة كما كانوا في زمن الجاهلية " قبل الإسلام" ما لم يتحدوا فيما بينهم ويفهموا حقيقة الصراع الدائر حولهم من قبل أمريكا وإيران، ولكن يبدو أن "أذن من طين وأخرى من عجين" فهم إمّا أنهم يدركون ويعرفون ذلك ولكنهم لا يريدون أن يفعلوا شيئاً تجاه إيران وأمريكا لأنهم يريدون تصفية حساباتهم فيما بينهم تطبيقاً للمقولة الخليجية "هدني وأهدّك" أو "فكني وأفكك" أو المصرية "سيب وأنا أسيب" أو مقولة البنات المعتادة "اتركي شعري وأترك شعرك" بينما العالم يتفرج على هذه الأضحوكة! وإما أنهم في المقابل لا يدركون حقيقة ما تخطط له إيران وأمريكا منذ سنوات طوال وما أكدته مؤخراً أحداث الشغب في البحرين واليمن وما سبقها من احتلال إيراني "طائفي" حاقد للعراق وسوريا، فإذا كان الاحتمال الأول نقول "فتلك مصيبة" وإذا كان الاحتمال الثاني نقول "فالمصيبة أعظم"!، وفي الحالتين فإن مصير دول الخليج العربي سيكون بمثابة قنبلة يدوية ستنفجر في يد المتنازعين عليها وفي وجوههم بدلاً من أن يتعاونوا معاً فيلقوها في وجه عدوّهم فتفجر فيه وتنتهي المشكلة.لهذا نقول كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به حال أولها) ونقول أيضاً كما نجح الرسول عليه الصلاة والسلام في جمع كلمة العرب على أرض هذه الجزيرة بالإسلام بعد أن كانوا قبائل متناحرة متقاتلة تعيش على هامش الحياة وجعلها الله بالإسلام خير أمة أخرجت للناس فإنها ينبغي أن تعود للإسلام الصحيح كي تعود لها العزّة والمكانة والهيبة في نفوس أعدائها، قال تعالى (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام).لهذا فإن الفرقة قد دخلت على العرب والمسلمين عموماً وعلى دول الخليج العربي خصوصاً عندما ابتعد بعضهم عن الإسلام وأراد العزّة بأمريكا أو إيران أو بالصهاينة وغيرهم من أعداء الأمة المتربصين بنا الدوائر، وأعجب كثيراً من دول خليجية تدّعي الإسلام بينما تحارب الإسلام في كثير من نواحيه فتبيح ما حرّم الله ورسوله من الخمور والربا والزنا وغيرها من المنكرات وفي المقابل تضطهد وتعتقل وتخرس ألسنة الدعاة والمصلحين الذين يريدون الخير للبلاد والعباد.لقد نجح المنافقون وأدعياء الإسلام من المحسوبين على أهل منطقة الخليج أو من الدخلاء عليها من خداع بعض حكّام الخليج وإقناعهم أن الإسلاميين أو إن صحّ التعبير الملتزمين بدينهم يريدون زعزعة الأمن في بلادهم والانقلاب على الحكّام والاستحواذ على السلطة وغيرها من الإدّعاءات الباطلة التي ينفيها العقل والأدلّة، فهذه المنطقة وحكّامها كانوا بخيرٍ ورخاءٍ طالما التزموا بدينهم ولطالما كان بعض حكّام الخليج محبين لدينهم ملتزمين بالفطرة، يقرّبون العلماء والصالحين بل إنّ بعضهم كان يؤمّ المصلين ويكرّم العلماء ويدنيهم من مجلسه، ولكن هؤلاء المنافقين المحاربين للإسلام يزعجهم أن ينادي أهل الخير ودعاة الإصلاح بمنع الخمور والربا وتطبيق العدالة العامة بين الناس، فماذا يريد أهل الخير والصلاح من أهل الخليج من حكّامهم أكثر من إقامة حكم الله وتطبيق شرعه وتحريم ما حرّمه الله تعالى، ووالله الذي لا إله إلا هو أقولها وأنا على يقين بأن أهل الخير ودعاة الإصلاح لايريدون الحكم ولا السلطة وإنمّا يتهرّبون منها لعلمهم بأنهم محاسبون على كل صغيرة وكبيرة وأن الأمانة خزي وندامة يوم القيامة لمن خانها ولم يؤدّ حقّها.إننا على أعتاب مرحلة جديدة وخطيرة كنّا قد حذّرنا منها مراراً وسابقاً – في مقال سابق بعنوان زلزال الخليج - بأنه كما تضررت وتأثرت دول الخليج العربي بالهزّات الأرضية القادمة من إيران فإنها ستهتز فعلاً إن لم تتعاون فيما بينها ضد مخططات الإيرانيين والأمريكان في المنطقة، فالخليج الآن على أبواب بركان لا زلزال هذه المرّة يوشك أن يثور وينفجر وتوشك المنطقة أن تنشطر بعده إلى دويلات متفرقة تتقاتل فيما بينها.. ويلهو بها الفرس والروم "الإيرانيون والأمريكان".