18 سبتمبر 2025
تسجيلتتسابق الجامعات في التوسع العمراني لمبانيها ومراكزها وكلياتها لاستكمال الحرم الجامعي، الذي يعد مركزًا لمعظم خبرات التعليم العالي للطلاب، ولكن: هل سيتم استبداله من خلال دمج التكنولوجيا في التدريس والتعلم. في الواقع يجب الوصول إلى توازن، حيث يكون الطلاب قادرين أيضا على التعلم من خلال التجارب الحقيقية والتفاعل الوجاهي والتعبير المادي، دون الاعتماد بشكل كبير أو الحد بشكل حصري على الأدوات الرقمية. وبينما تكثر المخاوف من حدوث فجوة رقمية عالمية، إلا أن التكنولوجيا يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الإدماج وإمكانية الوصول. فرقمنة القاعات الدراسية ستسمح بالوصول إلى أفضل الجامعات للأشخاص البعيدين جغرافيا. وسيتمكن طالب في قطر من حضور المحاضرات عبر الإنترنت في سان فرانسيسكو أو لوس أنجلوس. وسيتمكن أي طالب في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن موقعهم من الوصول إلى التعليم العالي. والسؤال: هل ستكون هناك فرصة للمنافسة التجارية التعليمية الرقمية؟ وهل ستكون تلك المنافسة سببا في خلل جودة التعليم؟. التحول من التنقل إلى المشاركة إن السفر إلى بلدان أخرى لن يكون دائما ضروريا في المستقبل لأن الطلاب وأساتذة الجامعات والمسؤولين سيستمرون على اتصال مع المجتمع العالمي بطرق مختلفة. ويعتقد الطلاب أن جامعتهم المستقبلية ستلبي الاحتياجات التعليمية من خلال التعاطي مع جميع أنواع التعليم فالتكنولوجيا ستعمل كعامل توازن بين البلدان في المستقبل، وأن الشهادات الجامعية سيعاد هيكلتها؛ هل تذكرون الجدل الكبير الذي كان سائدا حول الاعتراف بالشهادات التي تم استحقاقها بسبب الدراسة عن بعد؟ كثير من القضايا والدعاوى رفعت بسبب المطالبة بالاعتراف رسميا بتلك الشهادات. التعاون في إنشاء بيئات التعلم إن أشكالا جديدة لبناء المعرفة ستظهر في الأيام الحالية واللاحقة، تستند تلك المعرفة إلى علاقات تعاونية بين المعلمين والطلاب. لهذا من الضروري إعادة تشكيل دور المعلم الذي سيكون ميسرا ومسهلا للعملية التعليمية وليس مصدرا للمعرفة. في المستقبل، سيكون الطلاب أكثر نشاطًا فيما يتعلق بما يريدون ويحتاجون وفقًا لاهتمامهم وواقعهم. سيكونون مبدعين ومشاركين بفاعلية في تعليمهم العالي، والذي يتضمن القدرة على تشكيل مسارات التعلم الخاصة بهم. تأثير الذكاء الاصطناعي ستؤثر التطبيقات والروبوتات بشكل أكبر على التفاعلات البشرية وستظهر بشكل خاص في مجال الخدمة عندما تقود السيارات نفسها مثلا، وسيبتعد التسوق عن المجمعات التجارية والمولات ويؤدي إلى أنماط حياة أكثر ملاءمة للحياة الجديدة إلا أن المخاوف بشأن الآثار الاجتماعية لمثل هذا التغيير تزداد مما يستدعي حركة علمية بحثية حقيقية من قبل علماء الاجتماع والنفس والتربية. عمليات عالمية مرتبطة بالمجتمعات المحلية إذا كان لابد من تلخيص أهم التوقعات المستقبلية في مجال التعليم الجامعي فيمكن القول إنه الاتصال والتواصل. فالتعليم العالي لن يكون إنشاؤه من قبل المؤسسات فقط، بل سيكون مرتبطًا بالطلاب في عملية التصميم المشترك لمسارات التعلم الخاصة بهم. علاوة على ذلك، فستكون العمليات التعليمية مرتبطة بالاحتياجات المحلية الفعلية. مشاركة الطلاب في بناء هياكل التعليم العالي سيسهم في أن يصبحوا متعلمين أفضل وأن يخدموا المجتمعات العالمية والمحلية بأفضل ما لديهم من قدرات؛ فيزدهروا في عالم مترابط تقنيًا حيث يستمر التعلم طوال حياتهم. وسيقوم الخريجون من الجامعات باستمرار بتنمية مهاراتهم للبقاء على صلة ومتصلة في أسواق العمل المتغيرة. والسؤال المهم هنا: هل الجامعات مستعدة لتلبية رؤى الطلاب لمستقبل التعليم العالي؟ آخر المطاف: كيف يريد الطلاب أن تتغير الجامعات في المستقبل؟ هل ستتغير خطة التوسع في مباني الحرم الجامعي؟ ما هي الآمال والمخاوف عند التفكير مسبقًا في السيناريوهات المحتملة للتعليم العالي في عام 2050؟ نشرت مجلة التعليم العالي الدولي مقالا حول مخاوف الطلاب وتطلعاتهم لأنموذج الجامعات المستقبلية، كما عقدت منظمة اليونيسكو المؤتمر العالمي للتعليم العالي الشهر الماضي للتركيز حول مستقبل التعليم الجامعي. وجامعة قطر، الجامعة الوطنية الرسمية في الدولة تواكب التوجه العالمي من خلال التعليم المعزز بالرقمنة والتعليم القائم على البحث العلمي، فضلا عن التعليم الريادي والتجريبي والقائم على محورية الطالب. همسة: كل الأشياء حين تنكسر تصدر صوتا يسمعه الجميع، إلا القلب حين ينكسر يصدر أنينا لا يشعر به إلا صاحبه. دمتم بود. [email protected]