14 سبتمبر 2025

تسجيل

وقفات مع الأمراض الغريبة في العالم

06 فبراير 2020

لقد قدَّر الله تعالى الخير والشرَّ على عباده وذلك حسبما تقتضي حكمته التي لا يعلمها إلا هو، فكلما كان العباد حريصين على طاعة الله وحُسن عبادته؛ أحلَّ الله عليهم رضوانه، وأغدق عليهم نِعَمه، وكلما بَعُد الخلقُ عن مهمتهم الأساسية التي هي عبادة الله وحده لا شريك له؛ يرسل عليهم من العقوبات ما يجعلهم ينتبهون إلى تقصيرهم واستحقاقهم لغضب الخالق سبحانه. ومع ظهور بعض الأمراض الغريبة والتي أصابت العالم كلَّه بالذعر والقلق، نقف وقفاتٍ وجيزةً فيما يلي: - الوقفة الأولى: حيث صدق الله سبحانه وتعالى إذ يقول: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} [المدثر: 31]. ويعدُّ انتشار الأوبئة والأمراض المُعدِية الغريبة أمرًا واضحًا في هذا الزمان، وبخاصة في عصر التغيُّرات المناخية والكوارث الطبيعية والانتشار الواسع لاستخدامات الطاقة والفضاء المفتوح والتعامل المُفسِد مع الطبيعة في بعض بقاع الأرض، وكذلك التحدي الواضح الذي تُظهِره القوى الغربية الطاغية لله تعالى يظنون تقدُّمَهم العلمي وتطوُّرَهم يُكسِبهم قوَّةً لا تُقهَر!! ولكن القهار فوق كل ذي علم عليمٌ قادرٌ جبَّارٌ متكبِّر؛ فهذا الفساد الذي انتشر أظهر لنا أوبئة جديدة لم يكن لأحد علم بها من قبلُ، ولكن العلم يؤكد أن الفيروسات لديها القدرة على التطور وتغيير شكلها وكذلك مقاومة الأدوية؛ قال تعالى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]. - الوقفة الثانية: تعامُل المسلم مع ظهور الأوبئة السبيل الوحيد الذي ينبغي أن يَسلُكه المسلمون عند انتشار الأوبئة هو الإيمان بالله -عز وجل- والإذعان بأنه الخالق البارئ المصور المتصرف المدبر، يفعل ما يشاء علت قدرته كل قوي متجبر، لا رادَّ لحكمته، فالله تعالى قدَّر مقادير الأشياء قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فكتب كل ما كان، وما سيكون، إلى يوم القيامة، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فيبلو سبحانه وتعالى عبادَه من الخير الذي يحبونه، والشر الذي يكرهونه. - الوقفة الثالثة: التضرُّع لله تعالى بالدعاء أن يكشفَ البلاء، قال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام: 17]. وكذلك الاستعانة بالهدي النبوي في الوقاية من الأوبئة، وأولها الاستعانة بالدعاء؛ فعن أنسٍ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالجُنُونِ، والجُذَامِ، وسيِّئِ الأَسْقامِ". [رواه أبو داود بإسناد صحيح]. - الوقفة الرابعة: اتباع الهدي النبوي الذي جاء به الإسلام الذي يعدُّ من أكمل الشرائع، فالإسلام يُقدِّم نموذجًا فريدًا للزينة والنظافة والحفاظ على الصحة الخاصة والعامة، وبناء الجسد في أصحِّ قوام وأجمل مظهر وأقوى عمادٍ، ودعا إلى صَوْن البيئة والمجتمع من انتشار الأمراض والأوبئة والملوِّثات. ‏فيحثنا ديننا الحنيف على الحفاظ على طهارة الأعضاء الظاهرة المتعرِّضة للغبار والأتربة والنفايات والجراثيم عدة مرات يوميًّا، وغسل الجسم في أحيانٍ متكررة، ولأسباب عدة كفيلٌ بحماية الإنسان من أي تلوث؛ فقد أثبت الطب الحديث أن أنجح علاج وقائي للأمراض الوبائية هو النظافة. والوقاية خير من العلاج كما نقول دائمًا وأبدًا. وقد امتدح الله تعالى المتطهرين فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]. ◄ دعاء: نسأل الله تعالى أن يصرفَ عنَّا الوباء والبلاء، وأن يحفظ بلادنا وبلاد الإسلام من كل مكروه وسوء، وأن يرزقنا سبحانه العفو والعافية في الدنيا والآخرة إنه على كل شيء قدير، اللهم آمين. [email protected]