13 نوفمبر 2025

تسجيل

ترامب .. وبلد العجائب

06 فبراير 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عندما تتأمل في الولايات المتحدة الأمريكية ، من تاريخ نشأتها إلى يومنا هذا ، فإنك لا تملك إلا أن تصفها بأنها بلد العجائب والمتناقضات .فتارة تعتقد أن أمريكا بلد عنصري ، وتارة تراها متسامحة ، ومرة تجدها من أكثر الدول إجراما ، وأحيانا تراها تدافع عن المظلومين .بلدٌ كان يعتبر الأمريكي الأسود من طبقة متدنية ، ثم تجد الشعب يختار رجلا أسود رئيسا للدولة !!ولعل من آخر عجائب الأمريكان أنهم اختاروا الرئيس الحالي « ترامب « رغم عنصريته المعلنة ، لكنهم وقفوا في وجهه بكل قوة عندما أصدر قرارات عنصرية !! فالرئيس الأمريكي « ترامب « أصدر قرارات تقضي بحظر دخول حاملي الإقامة الدائمة ، ومن لديهم تأشيرات هجرة سارية إلى الولايات المتحدة من سبع جنسيات عربية .وكذلك تعليق استقبال اللاجئين من جميع دول العالم لمدة ١٢٠ يوما ، وحظر استقبال اللاجئين من سوريا .هذه القرارات العنصرية قوبِلت بردّة فعل قوية من مختلف شرائح المجتمع الأمريكي ، لأنهم اعتبروها مخالفة للأسس والمباديء التي قامت عليها الولايات المتحدة .وكان من أقوى الردود ، القرار الذي أصدرته القاضية الأمريكية « آن دونلي « والذي يقضي بإيقاف تنفيذ القرارات التي اتخذها « ترامب « .وكذلك الموقف الشجاع الذي اتخذته القائمة بأعمال وزير العدل « سالي بيتس « والتي أمرت محامي الوزارة بعدم تنفيذ حظر الهجرة ، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي إلى إقالتها من وظيفتها . كما أن القاضي الفيدرالي « جيمس روبارت « أصدر قرارا يدعو إلى وقف تنفيذ القرارات التي اتخذها ترامب ، مما جعل الرئيس الأمريكي يصف هذا القرار بالسخيف . السيناتور الأمريكية « ديبي ستابينو « اعتبرت القرار مشوّهاً لسمعة أمريكا في العالم ، واعتبرته مدمّراً لحياة أناس طيبين كانوا ملتزمين بالقوانين « .واعتبر النائب الأمريكي « جون كونيرز « القرارات خرقا غير مسبوق لتقاليد أمريكا الانسانية ، ودورها كمنارة للحرية . وكان للشركات التجارية ردة فعل على قرارات « ترامب « حيث أعلنت سلسلة مقاهٍ مشهورة بأنها ستوظّف ١٠ آلاف لاجيء خلال الخمس سنوات القادمة . كما صرح « تيم كوك « - الرئيس التنفيذي لشركة أبل - تعليقا على القرارات ، بأن شركة أبل ليس لها وجود لولا اللاجئين المسلمين . ويقصد بذلك اللاجيء السوري المسلم «عبدالفتاح الجندلي « والد « ستيف جوبز « مؤسس شركة أبل ، والذي هاجر إلى أمريكا أوائل الخمسينات . الممثل الأمريكي الشهير « توريس جيبسون « عبّر بطريقته عن رفضه للقرارات العنصرية ، وقام بارتداء الثياب العربية - الدشداشة والغترة والعقال - وأخذ بالتجول داخل مطار لوس أنجلوس بهذا اللباس . من الأمور التي أتت على عكس ما كان يريده ترامب من محاربة المد الإسلامي ، أن بعض الكنائس سمحت بأن يرفع الآذان من داخلها .كما أقيمت الصلوات جماعة داخل المطارات ، وامتلأت الميادين في بعض المدن الأمريكية بالمسلمين الذين أقاموا صلاة الجماعة فيها .كما اجتمعت أعداد كبيرة من الأمريكان للترحيب بالقادمين بالمطارات من الدول الإسلامية ، وهم يرفعون شعارات الدعم والتأييد .العجيب في أمريكا أنها بلدٌ قامت أصلا على أكتاف المهاجرين ، ثم يأتي أحد رؤسائها ليحاربهم !!ومن العجائب أن تجد أغلب الأمريكان يرفضون قرارات «ترامب» العنصرية ، في الوقت الذي يؤيدها بعض المسؤولين في البلاد العربية !!!آخر الكلام : مهما حاول الأمريكان أو الغرب محاربة الإسلام ، فإنه سينتشر وينتصر بإذن الله ، وكما قال أحدهم : «إن الإسلام إذا حاربوه اشتد ، وإذا تركوه امتد « .