12 سبتمبر 2025

تسجيل

الصراع العراقي المحموم للتغيير السياسي ؟

06 فبراير 2016

ليس ثمة أدنى شك بأن رئيس حكومة العراق الحالي حيدر العبادي والذي توارث أطنان المشاكل من حكومة الفاشل نوري المالكي ، قد وصل لطريق مسدود بعد أن عبر عن أقصى متبنيات ودرجات الفشل السلطوي!، وإن ذلك الفشل الرهيب الذي تلخص في إفلاس الدولة العراقية وإستنزافها بالكامل له متطلبات و متعلقات و نتائج واجبة الدفع! ، وأولها التنحي وفسح الطريق لقيادة بديلة قد تستطيع ترقيع الأوضاع وليس إصلاحها! فتلك مهمة مستحيلة على مايبدو!؟ ، لقد بدأ الصراع المحموم حول قمة السلطة في العراق يأخذ أبعادا مكشوفة وواضحة وصريحة في دلالاتها ومعانيها ، وهو صراع ترتبط محاوره الأساسية بمنظومة التحالفات الخارجية للنظام السياسي العراقي الذي يرتبط بمحاور عمل ومصالح وثيقة للغاية مع الجانبين الإيراني و الأميركي على وجه التحديد ، فإيران والولايات المتحدة هما اللاعبان الأكبر في الساحة العراقية ، ومن خلال إرادتهما تتقرر الكثير من المواقف ، وتفرض أيضا الكثير من المتغيرات ، هذه الحقيقة كانت واضحة من خلال المشاورات غير المعلنة لإختيار رئيس جديد للحكومة العراقية قد يستطيع تحريك الراكد و تفعيل الساكن ، و تغيير الأمور نحو نهايات مفتوحة ولربما إنفراجية بعد أن فشل العبادي في القيام بمهمته وهو فشل لايتحمل وحده مسؤوليته بل أنه يكمن في مركبات الخلل الكبير في العملية السياسية الكسيحة التي وصلت لطريق مسدود و أضحت عبئا على أصحابها وبما يفرض وضع ورسم خارطة طريق جديدة لإصلاح سياسي عراقي داخلي طال إنتظاره دون جدوى! ، ولعل أبرز المتغيرات الراهنة و المحيرة تتمثل في الموقف الأمريكي من الصراع العسكري المحتدم ومن مشاركة قوات الحشد الشعبي في المعارك في مدن العراق الشمالية والغربية مما أضفى على المشهد العراقي سيناريوهات إنتقام طائفي بشعة دفع بالحليف الأمريكي للتدخل وطرد قوات الحشد الشعبي وقيادتها مرتبطة مباشرة بقيادة الحرس الثوري الإيراني من خلال الرموز المعروفة هادي العامري وقيس الخزعلي و أبو مهدي المهندس وغيرهم! من المعسكرات و المواقع التي هيمنوا عليها!!؟ وهو ماطرح سيناريوهات عديدة لن نفصل في شرح تفاصيلها و منحنياتها و تأثيراتها المباشرة على الأوضاع العراقية ، وثمة أحاديث تتوالى عن ترشيح التحالف الوطني الحاكم لثلة من الشخصيات لتكون البديل الجاهز لرئيس الحكومة المتعثر و المتعسر في ولايته حيدر العبادي!، ويتصدرهم مستشار الأمن الوطني وأحد أبرز قياديي الحشد الشعبي فالح الفياض، أضافة لوزير الخارجية الحالي إبراهيم الجعفري والذي له مع منصب رئيس الحكومة ذكريات مريرة خلال أعوام 2005/2006 وحيث إندلعت في عهده وقتذاك شرارة الفتنة الطائفية الرهيبة ، وفشله الواضح في إدارة عجلة الدولة مما دفع برئيس الحكومة السابق نوري المالكي للبروز والصعود و تدشين دولة الكوارث العراقية!، المهم إن ترشيح فالح الفياض الغامض نسبيا و القليل الكلام وغير المعروف جماهيريا يعبر عن أزمة سلطوية بلغت درجة من الخطورة وبما يهدد حالة السلم الأهلي في العراق الذي أضحى على كف عفريت!، ولكن في الحصيلة النهائية فإن الفياض هو من نفس نوعية وإنتماء رؤساء الحكومات العراقية السابقين!، فهو أحد أعضاء حزب الدعوة الطائفي ، كما أنه يشغل مسؤوليات أمنية لم ينجح فيها أبدا و سيلازمه الفشل حتما لكون آلية الفشل مرتبطة جذريا بذلك الحزب الذي مات و شبع موتا لولا الإحتلال الأمريكي الذي نفخ في شرايينه المتصلبة دماء الحياة من جديد!، المعضلة العراقية لا تعالج بالحلول الترقيعية بل عبر مقاربات تغيير حذرية تقفز على أسوار التخندق الطائفي و الصراعات الدموية العبثية و تحاسب الفاسدين و المفسدين و تعيد هيبة الدولة المسروقة التي دمرتها الميليشيات المنفلتة الخاضعة لإرادة الأحزاب و الشخصيات الحاكمة!، في العراق نيران تغلي تحت الرمال و تهدد بتحويل البلد لشظايا متناثرة ، وحده التغيير الهادف لبسط سلطة الدولة وضبط السلاح ولجم الميليشيات و تفعيل حالة النمو الإقتصادي كفيلة بأن تغير الموقف العراقي المتدهور ، فالشخصيات السياسية العراقية بمجملها باتت كسيحة وعاجزة ولا تمتلك عصا تغيير سحرية لإنقاذ مايمكن إنقاذه إلا بعد التغيير الشامل وهي مهمة صعبة جدا ولكن ليست مستحيلة إن صدقت النوايا وقرر الحليف الأمريكي ذلك ؟!.