12 سبتمبر 2025
تسجيلقال الشعبي: تشاجر الوليد بن عبدالملك ومسلمة أخوه في شعر امرئ القيس والنابغة الذبياني في طول الليل، أيهما أشعر.. فقال الوليد: النابغة أشعر وقال مسلمة: بل امرؤ القيس، فرضيا بالشعبي حكماً بينهما، فأحضراه.. فأنشد الوليد قول النابغة:كِلِيني لهم يا أُمَيْمَةَ ناصِبِوليلٍ أُقاسِيهِ بَطيءِ الكَواكِبِتَطاوَلَ حتى قُلتُ ليس بِمُنْقَضٍوليس الذي يَرعى النجومَ بآيِبِوصَدرٍ أَراحَ الليلُ عازِبَ هَمِّهِتَضاعَفَ فيه الحزنُ من كلِّ جانِبِ* وأنشد مسلمة قول امرئ القيس:وليلٍ كموجِ البحرِ أَرْخَى سدولَهُعليَّ بأنواعِ الهمومِ ليبتليفقلتُ لَهُ لما تَمَطَّى بِصُلبهِوأَرْدَفَ أَعجازاً وناءً بِكَلْكَلِأَلا أَيها الليلُ الطويلُ ألا انجليبصبحٍ وما الاصباحُ منكَ بأَمْثَلِفيالَكَ من ليلٍ كأَنَّ نجومهبكلِّ مُغارِ الفتل شُدَّتْ بِيَذْبُلِ* فطرب الوليد.. فقال الشعبي: بانت القضية..* وعن طول الليل أتحفنا الشعراء العرب وملوك البيان بصور خلابة في أشعارهم.. مثلما قال بشار بن برد:خَليلَيَّ ما بالُ الدُّجَى لا تَزَحْزَحُوما بالُ ضَوءِ الصُّبحِ لا يَتَوَضَّحُأَضَلَّ النهارُ المستنيرُ سَبيلَهُأَمِ الدَّهرُ ليلٌ كُلُّهُ ليس يَبْرَحُكأَنَّ الدُّجَى زادت ومازادت الدَّجَىولكنْ أَطالَ الليلَ هَمٌّ مُبَرِّحُ* أما الشاعر حندج بن حندج فيقول لنا عن طول الليل كما ذكر صاحب آمالي القالي:في ليلِ صُولٍ تَناهى العَرضُ والطُّولُكأَنَّما لَيلُهُ بالليلِ مَوْصُولُلا فارقَ الصبحُ كفِّي إن ظَفِرتُ بِهِوإنْ بَدَتْ غُرَّةٌ منهُ وتَحجيلُلِساهرٍ طالَ في صولٍ تَمَلْمُلُهُكأَنَّهُ حَيَّةٌ بالسَّوطِ مَقتولُمتى أَرَى الصُّبحَ قد لاحَتْ مَخايِلُهُوالليلُ قد مُزِّقَتْ عنهُ السرابيلُليلٌ تَحيّر ما ينحطّ في جهةٍكأنَّه فوقَ متنِ الأَرضِ مَشكولُنُجومُهُ رُكَّدٌ ليست بزائلةٍكأنَّما هُنَّ في الجَوِّ القَناديلُ* ويقول بشار بن برد أيضاً:وطالَ عليَّ الليلُ حتى كأَنَّهُبِلَيلَينِ مَوصولٌ فما يَتَزَحْزَحُ* ويقول العتبي وهو يرثي ابنه عن الليل:كأَنَّ الليلَ مَحبوسٌ دُجَاهُفأَوَّلُهُ وآخرهُ مُقيمُوسلامتكم...