هيئة السياحة القطرية

تعتبر السياحة احد المجالات الدبلوماسية بين الشعوب، فهي تُعَرف الشعوب على بعضها البعض بمختلف دياناتها وعاداتها وتقاليدها، بل إن الدول تبرز هويتها من خلال السياحة، وتسوق لما تريد تسويقه أثناء ذلك؛ لذلك فهي مصدر للدخل القومي وثروات كثيرة.وما يؤدي لجذب السياح هو ما تتميز به تلك البلاد من تراث تاريخى وحضارى بالاضافة إلى تعدد العناصر الطبيعية والبيئية والثقافية. ولا يعني ذلك أن الدول التي لا تتمتع بمثل غيرها لا تستقطب السياح إليها بطرق أخرى.وهنا في قطر زاد لدينا الاهتمام بالتراث والعودة للإصالة، ولكن مشكلتنا مازالت موجودة في أننا لا نستثمر بكثافة في قطاع السياحة مع العلم أنه قد تبرز قطاعات أخرى وقتها تستحق أن تنضم له. كذلك لا ندري لماذا لا يتم دمج السياحة في استراتيجية التنمية والرؤية الوطنية لتكون هناك خطة استراتيجية طويلة المدى لهذا القطاع. ومشكلة أخرى هي أنه ليس لدينا جهة واحدة تضم جميع قطاعات السياحة، وأخيراً تلك الشروط الصارمة لإصدار التأشيرات لبلدان عن أخرى فتقتصر السياحة على دول قليلة دون العالم بأسره.ومن هنا لابد أن نعيد النظر في التسويق للسياحة حتى تنشط وترتب مؤسساتنا للاستفادة بشكل كاف من الفرص ذات الصلة، فالأمر لدينا ليس منسقاً بعد ولم يأخذ العناية الكافية للارتقاء به. ونحن في حاجة إلى تخطيط وترويج وتسويق وتنمية لقدرات الموارد البشرية وهذا كله لابد أن تتولاه جهة تقوم بالاشراف على جميع الأنشطة السياحيه في البلاد ومتابعتها وتطويرها ووضع السياسات وصياغة وتنفيذ الأنظمة واللوائح ووضعها وتنفيذها. ولتضم هذه الجهة جميع معالم السياحة المبعثرة تحت جهات أخرى (منها ماهو مهتم به وآخر مهمل) والتي يجب أن تكون تحت سقف واحد ومظلة واحدة ولم شملها لتعود لمكانها الصحيح ولتتحسن رعايتها: كحديقة الحيوان، والملاهي، والمتنزهات، والمتاحف والآثار، والفنادق، وكتارا، والمنتجعات المختلفة، وفنار، وكروة (للباصات السياحية والسيارات)... إلخ، كما تضم جميع الأقسام السياحية والترفيهية ودليل الاستعلامات، وتقوم بتنفيذ صفحة إلكترونية (بدل الاجتهادات الشخصية للمواطنين في مختلف المنتديات) وتوفير كتيبات توزع على مكاتب السياحة بالعالم للتعريف بالبلد وهويته وعاداته وتقاليده، تعطيهم فكرة أكثر قبل القدوم للبلاد، مما سيكون له أبلغ الأثر في نفس كل مواطن ومقيم وزائر للبلد وسيسهل وجود معلومات كثيرة ووافية تغطي جميع معالم السياحة في قطر، وسيكون مدعاة للمفخرة لنا كمواطنين لتقديمه للغير، ولكل مقيم لدعوة زائر لقطر، ولكل زائر أحب أن يزورنا أو فقط للتعرف على قطرنا الحبيبة. ويكون لهذه الجهة شراكات مع القطاع الخاص. وقد حبىالله قطر بأمن وأمان وبنية تحتية قائمة، والأخيرة هي من الأمور الجاذبة للسياح. لذا فلدينا فرصة اقتصادية ممتازة ستدخل ثروات على البلاد ان أُستغلت بطريقة صحيحة، وقد آن الاوان لنستفيد من الاستثمارات الوطنية الكبيرة في البنية التحتية والموارد البشرية للشروع في تطوير قطاع السياحة. وما سيعزز هذا الأمر وجود هيئة تضم كل ماسبق تحت جناحها كـهيئة السياحة القطرية.نعم نحن نريد لقطر الخير كله، ولا خير بعيد عن الدين والحشمة؛ لذلك وفي لفتة سابقة لأوانها ولكنها مهمة فإن هناك من الأمور الترفيهيه الجديدة التي تعد من السياحة تلك الشواطئ الرائعة التي يُسمح لمرتاديها بالسباحة مع الخصوصية للنساء في أماكن تنشئ لذلك (ويجب أن لا يُسمح بتعري النساء لحرمته، وحتى لا تشوه المنظر العام للمكان). كما أن هذه الشواطئ الخلابة تتيح ممارسة نشاط الغوص والرياضات المائية، وقد تشمل سياحة اليخوت، والصيد. كذلك فلدينا الحياة البرية والتدريب على القنص، ورياضة الجولف، وسياحة المهرجانات والتسوق، والسياحة الدينية للتعريف بالإسلام بلغات مختلفة والتعرف على عادات البلد وتقاليده.همسة محبة لقطر:ولأننا نريدكِ دائما بالمقدمة فإننا نتطلع لوجود هيئة للسياحة القطرية تمحص وتجمع وتعتني وتفرز وتنشط السياحة وتنفذها لتبرز للعالم في إطار هويتنا الاسلامية ولا تخرج عن عاداتنا وتقاليدنا المشرفة التي سنستقطب بها العالم. نحبكِ قطر فلا نريد لكِ إلا خيراً، ولا نريد أن نرى إلا طيباً، ولا نسمع إلا جميلا، لنعيش ومن على أرضنا ومن سيقدم علينا بفخر وأمن وأمان.دمتم في حفظ الله ورعايته.