11 سبتمبر 2025
تسجيلكيف يسكت العالم على هذه الجرائم الشنعاء والتي ترتكب في سوريا الغالية؟ كيف يسكت العالم على هذه المجازر والمذابح التي تجري على هذه الأرض الطيبة؟ كيف استطاع الضمير الإنساني للكرة الأرضية أن يُصم آذانه عن كل ما يرتكب في حق الشعب السوري المجاهد؟ كيف تمكّن من تعمية عينيه حتى لا يرى تلك الحرائق التي تشعل في أناس كل ذنبهم أنهم قالوا ربنا الله؟ كيف شُلت حركته عن نصرة هذا الشعب المضطهد والذي كان كل جريمته أنه يريد الحرية والعدالة والكرامة؟ وأين العالم المتحضر من كل هذا؟ أين حقوق الإنسان؟ أين حتى حقوق الحيوان؟ هؤلاء الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها إذا ما مات لهم كلب أو قطة؟ هل أضحت روح الإنسان العربي والمسلم أرخص من روح الكلاب والقطط؟! معاذ الله! وأين العرب؟ وأين المسلمون؟ إن كل إنسان يقتل في سوريا أو في فلسطين أو في بورما أو في أي بلد مستضعف ذنبه معلق في رقبة الجميع؟ كيف استطاع أحدنا أن ينام وأخيه ـ وأخته ـ في سوريا قد غاب النوم عن جفنه من هول ما يرى؟ كيف نستسيغ اللقمة وأخوتنا في سوريا يتضورون جوعاً؟ كيف يهنأ لنا عيش وأحبابنا السوريون يعذبون ويقتلون ويشردون؟ إنها صرخة تنبيه أوجهها لكل المسؤولين في العالم عامة وفي بلادنا العربية خاصة أن يتحركوا بكل قوتهم لنصرة هذا الشعب المظلوم؟ إنه نداء أسأل الله تعالى أن يجعله نداء صحوة ييقظ بها ضمير العالم لنصرة هؤلاء المضطهدين. ولأحقاق الحق أحب أن أشيد في هذا المقام بالموقف العظيم الذي وقفه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني ـ حفظه الله تعالى ـ من نصرة شعب سوريا العزيز، بل ونصرة أهل فلسطين وأهل مصر وجميع المضطهدين، وأسأله سبحانه أن يجعل عمله هذا في ميزان حسناته، وأن يقتدي به جميع حكام العرب والعالم. كلمة أخيرة أوجهها إلى نفسي ثم للعرب والمسلمين والعالم كله في قوله تعالى: "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" البقرة / 281، وكذلك في قوله تعالى: "واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون، أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطتُ في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين، أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين، بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين" صدق الله العظيم / الزمر (55، 59 ).