30 سبتمبر 2025

تسجيل

ظلم الكفلاء

06 فبراير 2013

حب الدنيا وأطماعها أوصل البعض إلى التعدي على حقوق الآخرين وأكل أموالهم بغير حق. تلك الذئاب البشرية لا تعرف الرحمة ولا الشفقة ولا أي دين سماوي وهم يأكلون ويشربون دون اي اهتمام بغيرهم ولا يخافون الله فيمن تحت إمرتهم وكفالتهم، أين هم من حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. كثيرة تلك القصص الواقعية التي نسمعها عن اولئك الذئاب، مدعين الدين والأخلاق النبيلة، منهم أصحاب الشركاات الذين يجلبون عمالاوموظفين في شركاتهم ومؤسساتهم ثم والعياذ بالله يستعبدونهم ويضيقون عليهم ولا يصرفون رواتبهم بالأشهر أو حتى السنين، فماذا يفعل هؤلاءالعمال البسطاء الذين جمعوا كل ما لديهم حتى يأتوا إلى هنا ويعملوا ثم يفاجأوا بالإهانة والعذاب والأزمات والأمراض النفسية والعضوية ولايستطيعوا حتى الرجوع إلى ذويهم. بعض الشركات للأسف تعمد إلى استغلال العمالة لديها وحاجتهم للعمل وعدم فهمهم للعقود أو الأوراق الرسمية أو حتى أي لغة للتخاطب ويجعلونهم يوقعون على تسلم رواتب وسلفيات وهمية ليضمن. اصحاب الشركات عدم مطالبة هؤلاءالعمال بأي شيء. الى متى يستمر مسلسل الاضطهاد لتلك الفئة الضعيفة. منذ فترة صادفتني إحدى الحالات الغريبة لموظف في احدى الشركات بعد ان خدم فترة طويلة لم يستلم راتبة من الشركة لمدة سنتين متتاليتين، مما أثر على نفسيته وأصبح يعاني من بعض الأمراض، نقل على اثرها إلى المستشفى من مكان عمله ثم أدخل قسم الأمراض النفسية وحين علم صاحب العمل بذلك سلم جوازة للبحث والمتابعة ليتخلص منه وكأنه يكافئة على عمله وعلى عدم صرف راتبه لمدة سنتين. فكيف يمكن أن يصل ظلم ابن آدم لأخيه الإنسان المسلم إلى هذه الدرجة علما أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أوصانا حتى بالحيوان، حيث قال عليه الصلاة والسلام في كل كبد رطبة أجر وأدخل الله امرأة بغيا الجنة بسبب كلب سقته وامرأة اخرى دخلت النار في هرة عذبتها والأحاديث كثيرة. إني أدعو الله أن يهدي جميع من يظلمون اخوانا لهم في الدين والعقيدة وان يتقوا الله وان الظلم ظلمات يوم القيامة والرسول الكريم يقول اعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه. وفي نفس الوقت أحيي بكل حب وتقديراصحاب الشركات الين يتقون الله في موظفيهم وعمالهم وجميع كفلائهم ويتعاملون معهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى، فلهم الأجر العظيم عند بارئهم، وسيبقى لدينا الأمل كبيرا في أن يهدي لله من فكر بالدنيا وأخذته الحياة ويتذكر أن هناك حساب وعقاب ويجب أن يعرف ما سيؤدي به الدرهم الذي يأكله بغير حق وكيف يدخله على أولاده الذين هم أمانة عنده وهو محاسب أمام الله أولا لأكله حقوق الناس بالباطل وثانيا لإطعام أولاده من تلك الأموال. اسأل الله ان ينور قلوبنا بالإيمان وان يجعل عملنا خالصا لوجه.