التوكل على الله جل جلاله (1-3)

يعتبر التوكل على الله واحداً من أعظم العبادات وواحداً من أجل الطاعات بدليل وروده في العديد من الآيات والأحاديث وبدليل أن الأنبياء كانوا أئمة الناس في التوكل على الله. ومن توكل على الله في جميع أموره وفوض أمره إلى الله سبحانه وتعالى وقاه الله مصارع السوء ورزقه من حيث لا يحتسب وكفاه الشرور. فتعريفه هو التوكل في الرزق على الله خالقك وايقانك ان الله لاشك رازقك وما يكون من رزقك فلا يفوتك ولو كان في قاع البحار العميقة سيأتي به الله العظيم بفضله ولو لم يكن من اللسان بناطق فلا ينبغي للنفس ان تتحسر على شيء لم تحصل عليه. وقد قسم الرحمن رزق الخلائق كما قال الرسول عليه افضل الصلاة و أتم التسليم ((لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء، في الحديث الصحيح: (ما من عبد يدعو ربه بدعاء ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم إلا كان على الله أن يعطيه بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يستجيب دعاءه) هذا الاحتمال الأول (أو أن الله يدفع عنه من الشر مثله) هذا الثاني (أو أن الله يدخر له يوم القيامة من الأجر مثله). إذاً الداعي لا يخيب أبداً، قال الصحابة: (يا رسول الله! إذاً نكثر)، أي: ما دمنا رابحين إذاً نكثر من الدعاء، فقال: (لله أكثر). فلا يقول القائل: أنا دعوت ولم يستجب لي. ومثله إذا توكل على الله في الأمر، فقد يكون من أمر الله أن الله يريد أن يبتليه، فلا يقول: توكلت على الله وما استجاب، وإنما سيكون لك الخير لأنك عبدت الله حق عبادته، وقد يكون ذلك الأمر الذي جرى عليك من محنة أو غيرها سبباً لتمحيص ذنوبك وإيمانك ورفع درجاتك.فصدق التوكل على الله يوجب ترك المبالاة بغير الله فهو المتفرد بالقدرة على النفع والضر والخير والشر وللتوكل عظيم الثمار والآثار المحمودة في الدنيا والآخرة والتي لا يفقهها إلا من سلم أمره لله سبحانه وتعالى، فهناك العديد من الأمور يتحقق بها التوكل على الله مثل معرفة الله بأسمائه وصفاته وإخلاص التوحيد لله تبارك وتعالى وفعل الأسباب دون الاعتماد عليها وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى.وهناك من ضلوا في جانب التوكل من الطوائف والفرق ممن حادوا عن الطريق وجانبوا الصواب وهذا سيكون حال كل من لم يسلم للنصوص عقله ويخضع للدين قلبه.هناك عدة آثار للتوكل على الله سبحانه وتعالى مثل إمداد المتوكل بالقوة وإكساب الانسان الرضا بما قسم الله له وإزالة عن النفوس ما بها من خوف ورعب وإعانة الانسان على فعل الأوامر واجتناب النواهي ونجاة الانسان مما يخافه من الفقر.اختصاصي بيولوجي أول (سفيرة الزكاة بصندوق الزكاة القطري)