طريق الخير

قبل لحظات كنا نوصي أنفسنا بالتغيير نحو الأفضل في عام 2014، ولكن ما أسرع تقلب صفحات الأجندة حتى وصل عام 2014 لصفحته الأخيرة، وها قد أتى عام 2015 بصفحته البيضاء وترك لنا المجال لخط ما نريده، لن أطيل الحديث عن عام مضى، لأنه صفحة انطوت وساعات انقضت وأيام توالت، فهنيئا لمن عمل به خيرا لنفسه ولدينه ولوطنه، ولا زال الباب مفتوحا لمن فوت الأيام الماضية، فلم تنتهِ الفرصة، 2015 بداية إيجابية جديدة، لنجعل التحسين هدفنا والتعديل نصب أعيننا، لنمحو أخطاء الماضي ونبدأ بداية جديدة، بداية ترضي الله لتكون هذه الأيام شافعة لنا، لنجعل من هذه الأيام طريقا للخير وسبيلا للجنة، لنبحث في أنفسنا، في قلوبنا وعقولنا، لنفتح هواتفنا، ونبحث في حساباتنا في مواقع التواصل الاجتماعي، هل هناك ما يغضب الله ؟ لنمحو كل شيء لا يرضي الله، لنبدأ بداية ترضي الله، لنعيش كل يوم كأنه آخر يوم في حياتنا، نسامح ونصفح، ننسى ما يحزن، ونسعى لنقدم لديننا ولوطننا كل ما نملك، ليكن هدف المقصر في الصلاة المحافظة عليها، ليكن هدف العاصي التوبة، ليكن هدف الكسلان النشاط، ليكن هدف المتقاعس الاجتهاد، ليكن هدف السلبي الإيجابية، ليكن عنوان هذا العام الطريق إلى الجنة، لنستغل كل أيامنا في التقرب إلى الله، ليرزقنا الله البركة في أوقاتنا، قال -صلى الله عليه وسلم-: "اغتنم خمساً قبل خمس، وذكر منها: فراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك " وفي هذا الحديث حث النبي- صلى الله عليه وسلم- على استغلال الشباب والقوة والصحة قبل المرض والهرم والشغل، فليكن هذا العام بداية جديدة في حياتنا، ولنضع حدا لكل الأخطاء الماضية، فلقد جاءتنا الفرصة للتصحيح وجاءتنا الفرصة في عام جديد، ولا تدري قد لا تأتي هذه الفرصة مرة أخرى.