12 سبتمبر 2025

تسجيل

متوالية العنف في المحروسة من يجهضها ؟

06 يناير 2014

هي متوالية في المحروسة لا تتوقف أو بالأحرى لا أحد يسعى إلى وقفها طالت بأكثر مما ينبغي، فقد أضحى لون الدم عاديا وبات العنف سمة المشهد الرئيسة والهواجس والمخاوف تسكن العقول والأفئدة والبحث عن السكينة وصفاء النفس غدا من المستحيلات. ألا يحبك بنوك أيتها المحروسة رغم كل الأغنيات والأناشيد التي يرددونها في عشقك كوطن؟غابت البوصلة، ترهلت الرؤى هبطت على الجميع عتمة رسمت ملامح الواقع، فلا يمر يوم دون أن تراق دماء قتلا أو جروحا أو يقطع طريق أو شارع أو تغلق منطقة، عدنا إلى منطق داحس والغبراء والهمجية القبلية التي تتخذ من الدين عنوانا ومن الوطنية مسارا والجميع بات مطالبا بأن يعيد قراءة المشهد لصالح المحروسة وشعبها الذي يكابد أحوال الدم والخلاف والشقاء الإنساني.اختفت البهجة من قسمات الوجوه، سكنتها الكآبة من فرط غياب الوطنية، هل الرغبة في البقاء في السلطة تشكل مبررا لكل هذا العنف الذي وصفه الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بأنه مفرط وهو يتحدث الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي عن حصاد العام عن تداعيات ثورات الربيع العربي والمحروسة في الصدارة؟أظن أن ثمة خللا بات واضحا في بنية النخب السياسية التي تستحوذ على المشهد وفي المقدمة منها جماعة الإخوان المسلمون التي يبدو أنها تضع وجودها وهيمنتها على السلطة كأولوية خصما من استقرار الوطن والراصد لسلوكها يقرأ أنها تتسم بضيق الأفق السياسي فهي رأت أن عزل الرئيس السابق محمد مرسى نهاية المطاف ولم تتجاوب مع دعوات مشاركتها في خارطة المستقبل والتي أكد المبشرون بها أنها لن تقصى طرفا أو تستبعد فصيلا غير أنها تعالت عن هذه الدعوات ورفضت الانخراط وانحازت إلى خيار فرض حضورها في المشهد السياسي للمحروسة عبر أشكال مختلفة وتكتيكات متنوعة كان اللجوء إلى القوة والتظاهر وتفجير المنشات والاعتداء على المؤسسات وقتل الأبرياء وقطع الطرق وغيرها على رأسها.ورغم ذلك لم تنجح في إعادة إنتاج سيطرتها على السلطة ولن تنجح لأنها وضعت الوطن في فوهة مدافعها التي حولت أيام الجمع من كل أسبوع إلى هم وغم وألم للبشر فلم تعد الأسرة المصرية قادرة على الخروج في هذا اليوم بحثا عن نسمة هواء أو إطلالة شمس أو تسوقا واللافت أن خطابها في دعوة أنصارها يعتمد على الدفاع عن الإسلام وكأن الجماعة أصبحت هي العنوان لهذا الدين الحنيف.وأكثر ما يستفزني في أداء تنظيم الإخوان هو لجوؤه إلى طلاب الجامعات لاسيَّما طلاب جامعة الأزهر مستغلة حاجة هؤلاء إلى الأموال بعد أن تمكنت من اختراقهم عقيديا خاصة أن أغلبهم من ريف المحروسة واعتادوا على السمع والطاعة فيدفع هؤلاء الطلاب الثمن من انتظامهم في الدراسة واجتياز الامتحانات بل ومن حياتهم وحريتهم خاصة بعد أن دخل الكثير منهم السجون للتحقيق معهم في وقائع التظاهر غير السلمي وحرق بعض الكليات والمنشآت الجامعية وانتهاك خصوصية أساتذتهم، بيد أن الأخطر من كل ذلك هو دخول الفتيات على خط التظاهر وقد أبدين غلظة وقسوة وخروجا عن منظومة القيم في سلوكهن كان أقلها استخدام الألفاظ فضلا عما قمن به من اعتداءات على عميدة إحدى الكليات وتجريدها من ملابسها وخرجن يعبرن عن بهجتهن بهذا السلوك الرديء.وفي المقابل - حتى يكون المرء موضوعيا - فإن قوات الأمن ترتكب أخطاء في بعض الأحيان في تعاطيها مع هذه الخروقات التي أقر بخطورتها وسلبيتها تتمثل في اللجوء إلى استخدام القوة وقد يكون ذلك دفاعا عن النفس في ظل ما يمارسه المتظاهرون من أعمال عدوانية تصل إلى حرق عربات الشرطة مثلما حدث يوم الجمعة الفائت عندما أحرقوا نحو سبع سيارات لها فضلا عن الاعتداء على رموزها وقتل بعضهم مثل ضابط الأمن الوطني الذي تعرض لرصاصات تنظيم متطرف متحالف مع الجماعة وما أرجوه من وزارة الداخلية المصرية أن تتجنب الممارسات التي قد تعيدها إلى سيرتها الأولى زمن حبيب العادلي والسطوة الأمنية وشخصيا أنا مع عودة هيبة الدولة وهيبة القانون ولكن دون وقوع انتهاكات تتعارض مع حقوق الإنسان ودون الزج بالأبرياء حتى يبقى الجهاز الأمني مقيما في خانة الوطنية رافعا سيف الدفاع عنها دون أن يسقط أحد ضحية عدوان أو انتهاك حقوق.ولاشك أنه مع قرب استحقاقات الاستفتاء على مشروع الدستور المعدل ستصعد الجماعة وحلفاؤها من أعمال العنف والتى بدأت أمس الأول وهو أمر لن يصب في منحى يخدم مصلحة الوطن وفي يقيني أنه بات يتعين عليها أن تقبل بالأمر الواقع وتقوم بعملية إعادة صياغة لمسارها السياسي وهيكلها التنظيمي وتتجاوز الرؤوس والقيادات التي تسببت في الأحداث الأخيرة وقادت بممارساتها وضيق أفقها السياسي إلى خروجها من وتقوم بتكوين هيكل قيادي جديد يكون قادرا على قراءة واقعية للمشهد ولمتطلبات المرحلة على نحو يدفع بتجاوز قرار مجلس الوزراء مؤخرا والذي اعتبرها جماعة إرهابية. وفي تقديري إنه بوسع القيادات التي لم ترتكب أعمال عنف أو تتورط في سفك دماء المصريين أن تعلن كخطوة أولى الاعتذار للشعب المصري عن الأخطاء التي ارتبكت خلال حكم الجماعة الذي استمر عاما ثم تبادر في الانخراط في العملية السياسية بشفافية اتكاء على مقوم الوطنية وتنأى بنفسها عن كل ما يضر باستقرار البلاد ولكن إن استمرت هذه القيادات في تلقي التعليمات من المرشد الدكتور محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر أو المرشد الهارب الدكتور محمود عزت والتي تهدد بالأساس وجود الجماعة واستقرار الوطن فإن منطقة الأمور يقود إلى ضرورة التحلل منها ووأد مشروعها للعودة القائم على مزيد من جماجم المصريين وهو ما لا نرضاه للمحروسة والتي هي أبقى من أي جماعة أو تنظيم أو فصيل أو قوة سياسية مهما كانت.السطر الأخير:تغزل ثوب الحلمعلى قسمات وجهها المختزن كل الشموستمنحني سكنا همسابوحا لإشراقاتوبهاء يطل عليها من حدائق الكونكانت – وستبقى – ريحا للبهجةتستبيح العتمة في قلبيتسكنني مطرا، ندا طريا تغزوني فأتجلى عاشقا أبديا