15 سبتمبر 2025
تسجيلكما أكد العلماء على أن اللعب "التمثيل" الذي نجده عند الأطفال هو في أساسه - نشاط فطري يعبرون به عن طريقتهم في التفكير والاستيعاب والفهم ثم التوصل من خلال ذلك كله، إلى تمثل المعنى المجرد..وهكذا تتحقق لهم المعرفة في صورتها الشاملة وبالطبع اللعب أو التمثيل عند الأطفال يختلف في جوهره عند الكبار.. فالتمثيل عند الكبار كما يراه بيتر بروك، يرتبط بالضرورة بارتداء الأقنعة سواء كانت أقنعة حقيقية أو أقنعة مصطنعة، وهو يقول "إن الممثل الكبير يمسك بقناعه فيدرسه ثم يضمه إلى وجهه، ثم يتغير هذا الوجه ويتغير حتى يقترب من شكل القناع ويصبح الممثل على علاقة وثيقة به، علاقة تتصل بصميم بشرته ذاتها.. فيصبح له وجه ليس وجهه هو بل وجه آخر شديد الصلة وأساسي بالآخرين.أما تمثيل الصغار فمسألة أخرى تماما.. لأنه نشاط فطري يصبح سياقا معرفيا يتنامى على مراحل ذات طبيعة تواصلية تنتهي بهم إلى تكون الوعي.. إذن هناك صنعة فارقة بين التمثيل بين الكبار والصغار..ورغم اعتراف القائمين على التربية والتعليم في معظم دولنا العربية بضرورة أن كل مرحلة لها قدرة خاصة على الاستيعاب.. خاصة في التلقي عند الأطفال في مراحلهم الأولى المدرسية إلا أننا نلاحظ إهمالا عند الكثيرين من القائمين على العملية التعليمية والخاصة بدراما الطفل.. فعلى سبيل المثال نجد أن مسرحة المواد الدراسية لهؤلاء الصغار لا تضع في اعتبارها الخصائص المتباينة لمراحل النمو المعرفي لدى الأطفال.. فلكل مرحلة قدرتها الخاصة على الاستيعاب والتمثيل.. خاصة وأن المواد الدراسية تعاني أصلا من فقدان التقدير لهذه الحقيقة الأساسية مما يضطر المعلم في مراحل الدراسة الأولى إلى دفع تلاميذه إلى حفظها وتسميعها دون فهمهما واستيعابها.. كما أن القائمين على مسرحة المواد الدراسية نتيجة الخلط بين مسرح الكبار والتمثيل كنشاط فطري للأطفال يتوهمون أن المهمة الأساسية لمسرح الطفل هي اكتشاف المواهب والسلام! وإذا كنا نبحث عن مسرح تعليمي حقيقي، فلابد من تحفيز الأطفال وتنشيط النمو العقلي والمعرفي لهم.. والتأكيد على أن تمثيل الأطفال هو في أساسه لعب وليس مسرحا كما يفهمه الكبار.. إنه في حقيقة الأمر المنهج الفطري الذي ينتهجه الطفل كي يكتسب به المعلومات والمهارات والمفاهيم والاتجاهات، وهذا هو الشكل الذي يمهد للطفل الطريق الحقيقي للمسرح.. ولنا عودة في هذا المفهوم... [email protected]