10 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس كان الملتقى الثقافي الأول للكُتّاب والأدباء في قطر، والذي عُقد في الحي الثقافي، ولأن الحماس كاد يفجر قلبي، كنت قد تغيّبت عن محاضرتي، لأحضر " الملتقى الحلم"، والأمنية التي تسكن كل كاتب قطري، أن تتحقق لنا مظلة، نحن أهل الأدب في قطر، أن نرى كما في الدول الأخرى، رابطة للأدباء، تضم النشء قبل الجيل القديم، ممن يهتم بالثقافة، ويحرص على تطورها.ولأننا نعيش أيامنا برؤى كثيرة رسمها سمو الأمير الوالد، وسيكملها سمو الأمير، فإن صورة تسكن أحداقنا لما نود أن يكون عليه حال الثقافة في قطر، الثقافة التي تخص المجتمع القطري، من فنون الأدب كالرواية والقصة والمقالة، حتى الموروث الشعبي من شعر نبطي وثقافة سباقات "الريس" وغيرها.و لكن الواقع يُخالف الأمنيات، فبقدر ما أقبلنا نحمل الآمال الجميلة في قلوبنا، وأذهاننا، وما سيجري على ألسنتنا، إلا أننا - أنا وصديقاتي ممن حضرن الملتقى - خرجنا نحمل هم الأدب القطري، وألف تساؤل يصدّع أفئدتنا، لفنا الخذلان حتى كاد يعثّر خطواتنا، خطواتنا إلى المستقبل.في البداية، كان توقيت الملتقى غير مناسب أبدًا، فالصباح هو وقت الدوام الرسمي، فمن حضر إما أنه تغيّب أو استأذن أو أنه من زمرة المتقاعدين. أي أن حضور الدماء الشابة كاد أن يكون معدومًا، لولا بعض الذين تواجدوا دون أدنى مشاركة.إن حصر الأدب القطري على ذات الأشخاص، في إعداد الجلسات وتقديم المحاضرات، أمر يدعو إلى الرتابة، كما أنه يسحق تواجد الشباب، الذين يحملون في قلوبهم هم العطاء، وما من فرصة تذكر، إلا من حيز لطرح الأسئلة في نهاية الجلسة!نحن لا نريد أن نسأل، بل جئنا وقد حملنا في جعبتنا الأجوبة، الخطط المستقبلية، الرؤى والرسالات، نحن نريد أن نرسم خريطة الطريق للأدب القطري التائه.لا تحدثونا عن التحديات والصعوبات، ونحن نختبرها ونمر بها، نحن من سيحدثكم كيف أننا نشتد بالكتب لكي نتجاوزها، نريد أن نخلق دورًا دوليًا فعالاً في مجالات النشاط الفكري والثقافي، كما جاء في ركيزة التنمية البشرية لرؤية قطر 2030.نحن عندما حضرنا، ما أردنا فلاشات التصوير، أو التزاحم أمام الكاميرات التي تنقل الحدث، ثم نتسلل من الباب الآخر دون حضور يذكر، كما حدث مع إحداهن، التي دخلت القاعة، عبرت أمام الكاميرات بكلمات خادعة تثبت وجودها الثقافي، لتخرج مرة أخرى.نحن نستطيع أن نتحدث، دون التطرق إلى لغة التخاطب المعقدة، والمصطلحات الرنانة التي لا تجلب سوى الجو المعتاد الباهت، دون النبرة الإخبارية المملة، والأسلوب البالي في الخطب.لعل الفكرة جميلة، ولكن التنفيذ ما كان جيدًا، ولعلي آمل في الملتقيات المقبلة، أن يتم الإعلان عنها بشكل أكبر، وبوقت كافٍ يسمح لأكبر شريحة ممكنة الحضور، وأن يتم زج الشباب في تلك الجلسات، بالإيمان أن الدماء الشابة لديها ما يخلق النهضة للوطن، وما يساهم في تطور البلد، إنهم الجو الذي يخلق النشاط، ويضفي الفكرة الغضة، دون أن يسري الملل في أوردة الحضور، كما حدث فعلا بالأمس.لنا.. وللأدب القطري.. ولرؤية قطر 2030، فقط أقول " قطر تستحق الأفضل ".