11 أكتوبر 2025

تسجيل

خيبة الجنرال المالكي الثقيلة

06 يناير 2014

مرة أخرى ومضافة سيسجل التاريخ الدموي للعراق المعاصر وفي زمن التيه والضياع العراقي الكبير الراهن اسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ودوره الفاعل في إنفجار الأوضاع المحتقنة أصلا هناك؟ ، وفي وضع ذلك البلد العربي المنكوب بطبقته الحاكمة الفاشلة والرثة على سكة الندامة والخسران، ففي صولة ميليشياته الأخيرة في الرمادي مؤخرا برز الأداء الميداني السيئ والتفكير والتخطيط الإستراتيجي المعدوم ! ، وبرزت قلة الكفاءة القيادية بشكل فاضح ومريع ومعبر عن مهزلة سلطوية حقيقية ، فقد جهز الجنرال المالكي تجريدة عسكرية ضخمة لإعتقال النائب المتمرد والمعارض أحمد العلواني! وتمكنت فيالق زعيم دولة القانون من إنتهاك القانون والدستور وقتل عدد من أفراد عائلة النائب إضافة لإذلاله و اقتياده مخفورا لبغداد بتهمة مقاومة الحملة التي كانت تستهدف منزله العائلي!!؟ وحيث كان واضحا بأن المالكي تعمد الانتقام الشخصي ولم يتصرف وفقا لمواصفات رجل الدولة المقتدر الذي يزن الأمور قبل الإقدام على أي تصرف قد تتطور تفاعلاته و تخرج عن السيطرة ! والغريب والمثير للسخرية أن فيالق المالكي وهي تنفذ صولاتها القتالية فشلت فشلا ذريعا في إيقاف عصابات سائبة انطلقت بسياراتها الحديثة و بمجاميعها المسلحة لتحتل الرمادي والفلوجة في ظل غياب قيادة عسكرية عراقية لإدارة العمليات ؟ فأين توارى سلاح الجو العراقي عن مطاردة و إيقاف مجاميع عسكرية تتحرك في صحراء مفتوحة ولا يستطيع إيقافها أحد ؟ أليس فضيحة حقيقية أن يحصل كل هذا الانهيار العسكري بعد عمليات واسعة للجيش العراقي في صحراء الأنبار؟ فماذا كان يفعل الجيش هناك إذن؟ و كيف حسب المالكي الموقف ميدانيا وهو يجهز فيالقه لاعتقال شخص وقتل عائلة و يفشل في إيقاف المجاميع المسلحة التي انتشرت كالجراد وهي تسقط المدن والمخافر بل وتصل في هجماتها لأطراف العاصمة بغداد في تطور إستراتيجي قد يتمخض قريبا عن إجتياح حقيقي للمنطقة البغدادية الخضراء!!؟ من أين تسنى لتلكم الجماعات المسلحة كل هذه القدرة التنظيمية والعسكرية والتسليحية والاندفاع من عمق الصحراء وفي أجواء مكشوفة بالكامل دون أن يعترضها أحد ؟ وأين توارت ميليشيات القتل والجريمة الطائفية التي تعمل بأمرة رئيس الوزراء مثل جماعة عصائب أهل الحق التي تمارس القتل والإرهاب ضد أهل السنة الأبرياء المسالمين وتعجز عن مقاومة وإيقاف مجاميع مسلحة تمكنت من إستعراض قوتها وإذلال الجهد العسكري لقوات الحكومة؟ من يعرف شخصية نوري المالكي منذ أيام المعارضة السابقة وأيام العمل في الساحتين الإيرانية والسورية يعلم مقدار التيبس الفكري والجمود العقلي وحالة العناد التي يعانيها والتي تنم عن شخصية منطوية مترددة حاقدة على الآخرين، فالمالكي في البداية والنهاية ليس من صنف الشخصيات القيادية الأولى في حزب الدعوة وكان في إيران مجرد مسؤول ثانوي لمعسكر تدريبي تابع للحرس الثوري الإيراني ، وفي سوريا عمل في الظل طويلا مكتفيا باعتكافه في حسينية الحزب في الحجيرة بريف دمشق ومنكبا على تحرير نشرة حزبية إسمها (الموقف)!، كما كان مشغولا ومهتما بأمور تزوير الجوازات والوثائق العراقية بالتنسيق مع المخابرات السورية، وظل الحال كذلك حتى قيام الجيش الأمريكي بإسقاط نظام صدام حسين ليعود المالكي للعراق في شهر يونيو 2003 وبسيارة تاكسي قادما من ريف دمشق وهو لا يتمنى سوى العمل كمدير لإحدى مؤسسات الدولة العراقية، فإذا بأحداث الفتنة الطائفية وفشل رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري عام 2006 مما وفر له له فرصة تاريخية لم يحلم بها وصعودا صاروخيا مفاجئا لعب عامل الصدفة المحضة فيه دورا كبيرا وهذا من سوء حظ العراق والعراقيين ليكون بديلا لرئيس وزراء رفضه التحالف الشيعي/ الكردي وليكون (البدل الفاقد)! في الزمن الصعب وليدشن مرحلته العجفاء بسياسات متوترة حاول خلالها لعب دور رجل الدولة النزيه والمقتدر ولكنه فشل في جميع الاختبارات التي خاضها وكان يتلاعب بالخصوم مقدما مختلف التنازلات من أجل إذلالهم، كما شهد الدور الإيراني في عهده السقيم تطورا ميدانيا رهيبا، إضافة لتبلور تحالفه الإستراتيجي المعلن وبشكل عدواني صرف مع النظام السوري ليكون العراق في عهده ميدانا خصبا وواسعا لفك وتفتيت الحصار الدولي عن نظام بشار مستخدما الأموال العراقية والأجواء العراقية في خدمة طاغية الشام حتى تطور الموقف لإرسال الجيوش والميليشيات الطائفية للدفاع القتالي عن نظام بشار إضافة لإشعال نيران الصراعات والفتن الطائفية من خلال الشتائم المباشرة لحركة الانتفاضة الشعبية في مدن وسط وغرب العراق ومن ثم الاستباحة الدموية لساحات التظاهر السلمية كما حصل في الحويجة في ربيع العام الماضي، سلسلة مواقف وتطورات دموية مؤسفة أوصلت العراق تحت قيادة المالكي لأسوأ وضع يمكن أن يتخيله أي مراقب، وها هو اليوم بقيادته الفاشلة وبعقليته المتعصبة وبنفسيته التي تميل للسياسات الثأرية يفتح فصلا دمويا رهيبا في عراق بات يخطو خطوات واسعة نحو حرب أهلية شاملة، محاسبة المالكي ومحاكمته على تقصيره وفشله وتدميره للعراق ينبغي أن تكون مهمة كل الأحرار في العراق، فخيبات هذا الرجل قد تجاوزت كل الأرقام القياسية...!.