31 أكتوبر 2025

تسجيل

كلام باطل يراد به باطل

06 يناير 2013

لأننا نتعامل مع عدو لا يرحم ويتمنى منا زلة حتى لو كانت بكلمة، فقد هللت الصحف والمواقع العبرية في الكيان الصهيوني الإسرائيلي بكلام نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بمصر عصام العريان عن ترحيبه بعودة اليهود المصريين سواء الذين هاجروا إلى فرنسا أو حتى اللذين هاجروا إلى إسرائيل، رغم أن من هاجر منهم وما زال على قيد الحياة عدد قليل جداً، إلا إذا كان يقصد أبناءهم وأحفادهم!!! وتلك كارثة كبرى فمن غير المعقول أن يتمنى عودة أبناء يهود ولدوا وتربوا وشربوا من الصهيونية وعاشوا كمواطنيين يهود حقيقيين لسنوات طويلة. حيث يذكر أن اليهود طردوا من مصر أو ضيق عليهم في مصر ابتداء من عام 1954م في زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن ثبت أن ولاءهم رغم ولادتهم في مصر كان لإسرائيل الدولة المحتلة والكيان الصهيوني الذي زرعته الدول الكبرى، وبعد أن بدأوا يضروا بمصالحها وعلاقاتها بالدول الأخرى وقاموا بتفجيرات وتهريب للعملة والذهب لضرب الاقتصاد المصري. والآن بعد كل هذه السنين نسمع مثل تلك التصريحات التي تعطيهم حق ليس بحقهم، ومن ثم سنسمع أيضا أن لهم حقاً فى المدينة المنورة والجزيرة، لأنهم عاشوا وما زالوا يعيشون على الخرافة، كخرافة هيكل سليمان ومكانه المزعوم بالنسبة لهم، مع أن أنبياء الله منهم براء، هؤلاء اليهود قتلة الأنبياء والمرسلين، ورغم أنني ليس لدي سوء نية في كلام الأستاذ العريان كما يردد معارضو الإخوان، فإنني أقول: إن ذلك كلام باطل يراد به باطل، بدليل الرد الذي جاء من رئيس جمعية يهود مصر في إسرائيل، حيث اشترط سيادته وطالب بما وصفه بضمانات لعودة اليهود إلى مصر في إطار رده على الدعوة، بل واستبعد هذه الخطوة في ظل "بؤس الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية" في أكبر بلد عربي. وفي رسالة وجهها للعريان، قال عازي نجار: "قبل دراسة اقتراحك في العودة إلى مصر يسعدني أن أتلقى أجوبة لأسئلة تساعدني في اتخاذ قرار عقلاني للعودة والعيش في مصر، إذ لا يمكن لنا العودة من دون ضمان بيت وعمل ومصدر رزق وحياة حرة كريمة وديمقراطية، وعدم الاكتفاء بالعيش حسب الشريعة التي لا تشجع على قبول اقتراحك والعودة إلى مصر". وفي التساؤلات التي طرحها نجار على العريان الذي يشغل أيضا منصب مستشار للرئيس المصري محمد مرسي: "هل سيكون لي بيت أسكنه في مصر أم أنني سأعود إلى بيت عائلتي بالقاهرة؟، أم أنني سأضطر للحياة مع مئات الآلاف ممن يعيشون بالمقابر بالقاهرة؟، وهل سيكون لي عمل في مصر أم أنني سأبقى عاطلاً عن العمل إلى جانب ملايين الجامعيين العاطلين عن العمل؟، هل سأكسب قوت يومي بكرامة أم أنني سأضطر للاكتفاء بأربع أرغفة خبز يومياً؟ وهل سأحظى بحياة حرة ديمقراطية؟ وأنهى نجار رسالته مشيراً إلى أنه بعث برسالة تهنئة إلى الرئيس محمد مرسي بعد فوزه في الانتخابات وقال: "من ينتهج طريقنا الذي باركنا وأبرقنا فيه إلى الدكتور محمد مرسي مهنئين له نجاحه في انتخابه رئيساً لمصر، كذلك نقدر ونحترم الشعب المصري الذي أفخر به، أعتقد يقينا أنه يستحق الحياة الكريمة المزدهرة اقتصادياً واجتماعياً تماماً كما يليق بدولة تقود العالم العربي". وأخيراً قرأنا أن مكتب الرئاسة في مصر قال: إن كلام العريان لا يمثلها، بل هو كلام شخصي. وأنا أقول: يجب أن يعتذر عنه ولا يعطي لأعدائنا ذريعة ولو صغيرة، وكما يقول المؤرخون المعاصرون وعلى رأسهم الأستاذ هيكل: إن معظمهم خرج من مصر طواعية وباع كل أملاكه وفضل إسرائيل أو أرض الميعاد كما يسمونها، إذن كلام العريان باطل يراد به باطل وسقطة يجب ألا تمر مرور الكرام.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد... وسلامتكم