19 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم العالمي للإعاقة

05 ديسمبر 2021

يحتفل الجميع باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر. بيد أن الاهتمام بالإعاقة والمعاقين ليست رفاهية اجتماعية، إنما هي قضية والتزام يعززه الإيمان بأقدار الله، والقناعة بالفروق الفردية، وحتمية الوجود المشترك. لذا سعت الدول إلى تمكين فئة المعاقين في المجتمع وما يسبق هذا التمكين أو يتبعه من جهود بشرية ومالية ضخمة. وتنوعت صور الاهتمام بفئات ذوي الإعاقة جميعها بدءا من التقبل إلى الاهتمام إلى الدمج إلى التمكين. بل وازدادت القضية تقنينا مع صدور الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة إلى حيز النور 2006 والتي تعتبر نقلة نوعية في توجيه الجهود المؤسسية لرعاية المعاقين. وعلى المستوى العالمي والإقليمي، برزت بعض الجهود الفردية للدفاع عن ذوي الإعاقة أو التنوير بقضاياهم في محاولة لتقليل الفجوة بين تلك الفئة وبين الفئات العادية في نفس المجتمع، مما أثار انتباه الجهات الرسمية التي بدأت بتعزيز تلك الجهود وشحذها لتقديم خدمات أفضل. وقد أصدرت مؤخرا كلية التربية بجامعة قطر كتابا محررا يعتبر أحد المساهمات التي تسلط الضوء على قضايا الإعاقة كي يفهمها المختص وغير المختص، مما يكون لدى القارئ وعيا ذاتيا في أغلب أبعاد الإعاقة. واشتمل الكتاب المعنون بـ (الإعاقة) على المفاهيم الأساسية في الإعاقة والتفريق بين ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقات كمصطلحات أساسية، كما حذر من الترميز السلبي الذي يمكن أن يوسم بها ذوو الإعاقة من غير قصد. والمعاقون جزء من المجتمع يسهمون في نهضته ويتولون مسؤوليات ومهام كبقية أقرانهم، قل إن لم يتفوقوا على من حولهم، وهذا الكتاب عرض نماذج من المعاقين الذين أبوا إلا أن يكونوا عمالقة في سجل التاريخ والذين تميزوا لأنفسهم ومجتمعهم والعالم بأكمله بالرغم من إعاقاتهم المختلفة. وشمل الكتاب تسطيرا لجهود دولة قطر الرسمية وغير الرسمية في خدمة ذوي الإعاقة. هذه الجهود لم تكن مجرد محاولات انما هي خطط ودعم مالي وبشري وعزيمة من أجل خلق الشعور الحقيقي بالمساواة بين كافة أفراد المجتمع العاديين وذوي الإعاقة. تلك الجهود القطرية المميزة تم تتويجها قانونيا بالتوقيع على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة؛ تلك المعاهدة الدولية المكونة من خمسين بندا تكفل بشكل واضح كافة الحقوق لإخواننا وأخواتنا من ذوي الإعاقة. وقد يلمع تساؤل مهم حول كيفية دمج هؤلاء الأشخاص في المجتمع بشكل أكثر عمقا في الجوانب الحياتية العامة بما فيها الجانب التعليمي؟ الدمج هو المفتاح المناسب هنا والذي تسبقه جهود تربوية ومؤسسية وأسرية من أجل الإجراء الفعلي للتقبل والاحتواء؛ وتزايدت أعداد مدارس الدمج في التعليم العام التابعة لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي. ومن أهم الأدوات الرئيسية في تشخيص ومتابعة تطور الطفل ذي الإعاقة عند دخوله مدارس التعليم الخطة التربوية الفردية التي يجب أن تكون ملازمة للطالب ذي الإعاقة ومكافئة لملفه الشخصي. إن حبنا الكبير وقبولنا التام لأقراننا من ذوي الإعاقة يقود إلى جهود كبيرة تبذل على المستوى الطبي والإرشادي والعلمي من أجل الوقاية من حدوث الإعاقة أو التخفيف من احتمال الإصابة بأسبابها. إن الأمراض الوراثية والجينية لها طرق عديدة لتفاديها، حيث إن الإعاقات التي تحدث بسبب الجينات الوراثية تزيد يوما بعد يوم وتبذل الدولة جهودا طبية حيالها. وهذا يرتبط بموضوع التدخل المبكر من أجل اكتشاف علامات الإعاقة في فترة الحمل وأثناء الولادة وفي الطفولة المبكرة، في محاولة لتفادي انتشارها أو زيادتها، فضلا عن تقليل الجهود البشرية والمالية فيما لو تفاقمت الإعاقات دون تدخل أو احتواء. على المستوى المحلي والعربي والعالمي، هناك توجه نحو الاستخدام المتسارع للتكنولوجيا في خدمة ذوي الإعاقة سواء عن طريق البرامج الالكترونية أو التطبيقات الذكية. من أجل تسهيلات العيش السوي لهم. آخر المطاف: انظر حولك في البيئة المحيطة، حتما ستجد من هم من ذوي الإعاقة. أفضل ما يمكن أن تقدمه لهم هو التعامل معهم بطريقة عادية دون أن تشعرهم بالعطف عليهم. هم يحتاجون إلى بناء الثقة بأنفسهم واستدامتها. همسة: يخرج الله من قلبك من لا يستحق البقاء فيه. دمتم بود [email protected]