19 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف تصنع من الليمون عسلاً ؟

05 ديسمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تجد بعض الناس يعيش في حالة من الحزن أو القلق أو الهم والغمّ، بسبب بعض الظروف السيئة التي يمر بها، أو لبعض المصائب التي حلّت به، وقد يكون هذا الأمر طبيعيا عند الكثير من الناس.لكن السؤال الذي نود طرحه على السادة القرّاء: أليس بالإمكان تحويل ذلك الحزن والقلق والخوف والهم إلى رضى وسعادة وتفاؤل؟ أقول من الممكن تحقيق ذلك إذا تأملنا بعض التوجيهات القرآنية، والوصايا النبوية، وأحوال العديد من الناجحين في الحياة.إن الله تعالى يقول {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرًا}.لذلك لا يعلم الإنسان أين تكون له الخيرة في الأمور، وهذا من أكثر ما يدفع الإنسان إلى النظر لما يحل به من مصائب نظرة إيجابية، تدفعه إلى التفاؤل وإحسان الظن بالله.قد يُبتلى الإنسان بالعمى، فهل يستسلم لواقعه، أم يعتبر ذلك نعمة؟كان "بشار بن برد " رجلا أعمى فعيّره بعضهم بذلك، فرد قائلًا: وعيّرني الأعادي والعيب فيهم.. فليس بعارٍ أن يُقال ضرير إذا أبصر المرءُ المروءة والتقى.. فإن عمى العينين ليس يضير رأيت العمى أجرًا وذُخْرًا وعصمةً.. وإني إلى تلك الثلاث فقير من المناظر التي يتعجّب لها المرء ويُعْجَب رؤية بعض أطفال الفقراء وقد حوّلوا بعض الخردوات إلى ألعاب يستمتعون بـاللهو بها.وكيف حول بعض أطفال غزة الصواريخ الإسرائيلية التي أُلقيت عليهم ولم تنفجر إلى مراجيح.إن "ابن تيمية" عندما كان يتوعده خصومه بالأذى ليُنغّصوا عليه حياته، فكان يرد عليهم: "ماذا يصنع أعدائي بي، فإن سعادتي في قلبي أينما ذهبت فهي معي، إن سجني خلوة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة".قد تتعجب عندما تعلم أن "بتهوفن" صاحب السيمفونيات الموسيقية العالمية كان أصمّ.بل لم يعد من الغريب أن تجد أقواما فقدوا أبصارهم لكنهم يحفظون القرآن، وبعضهم يعتبر من أبرز علماء المسلمين في العصر الحاضر ومنهم الشيخ "ابن باز" رحمه الله تعالى.في غزوة أحد قُتِل ٧٠ صحابيًا، ومثّل المشركون في جثثهم فقطعوا الأنوف والآذان وبقروا البطون، وأصاب المسلمين هم وحزن شديد.فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيّر الحال، فلما جاء صباح اليوم الثاني بعد انتهاء المعركة، أمر الرسول عليه الصلاة والسلام كل من حضر الغزوة من الصحابة فقط إلى الخروج لملاحقة جيش المشركين العائد إلى مكة.فخرجوا برغم جراحهم وآلامهم وتعبهم إلى أن وصلوا إلى مكان يقال لها "حمراء الأسد"، وسمع المشركون بذلك الخروج، فتشاوروا بين أمرين، قتال محمد وأصحابه وكسر شوكتهم، أو إيثار السلامة وإكمال المسير إلى مكة.فاختاروا الرأي الثاني، وهنا تحقق للمسلمين النصر، وارتفعت الروح المعنوية للصحابة من جديد، وتبدّل الحزن إلى فرح والهزيمة إلى نصر، وفي ذلك قال الله تعالى {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم}. ثم قال تعالى: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله}.لذلك بمقدورك أن تحوّل الحزن إلى فرح، والقلق إلى طمأنينة، والعسر إلى يسر، والمكروه إلى أمر محبوب وفيه الخير، وأن تحوّل طعم الليمونة الحامض إلى عسل وشهد، فقط إذا عزمت على ذلك.