15 سبتمبر 2025

تسجيل

لن "نتمدرن"

05 ديسمبر 2011

المكان: اللؤلؤة الزمان: عصر يوم الجمعة الماضي الحدث: لا يقال! حينما تسمع بأن بلادك تفتح (المنتجعات والمجمعات) للترفيه والترويح عن الشعب وطلباً لإثراء السياحة الخارجية فإن ذلك يبدو طلباً مشروعاً بل وواجباً عليها أن تفعله ما دام لا يناهض الشريعة ولا يخالف العرف ولا يهدم قيماً ولا يدق إسفيناً في عضد دين وخلق المجتمع الذي ظل محافظاً على هويته والتزامه حتى امتدت يدٌ آثمة وبدأت في (طمس) هذه الهوية على موافقة من الراغبين وغفلة من المحافظين!.. فبالإضافة إلى سلسلة من التشوهات التي طالت صفحة المجتمع النقية بدأ البعض (ممن أساء الأدب وأمن العقوبة) بالجهر بما لا يمكن الجهر به والتمسح بعباءة العقيدة التي فـُطر عليها في بلاده ولم تكن فطرتنا عليها هنا حيث نؤمن بالإسلام عقيدة وشريعة وتعد الديانة الوحيدة التي يدين بها شعب قطر المسلم (أباً عن جدّ) والحمد لله ولكن — وآه ثم آه من قسوة حرف الاستدراك هذا — المنظر الذي طالعتنا به ساحة اللؤلؤة يوم الجمعة الماضي يكاد لا يصدق إن ذلك يجري بيننا وفي وسطنا والكل يطالع ويبتسم!.. نعم يبتسم وتنفرج شفتاه بما يشبه الإعجاب رغم أن ما يشاهده أحق بأن يبكي لحدوثه ليس لغرابته ولكن لحدوثه على أرض قطرية مسلمة!.. فالمشهد يظهر أحد (القساوسة أو الرهبان المسيحيين وهو بهيئته الدينية ويتوسط صليب كبير قبعته الممتدة للأعلى ويوزع الحلوى على المارة لاسيما على الأطفال وثغره يفتر عن ابتسامة عريضة بينما عشرات من علامات الاستفهام تتقافز فوق رؤوس الأطفال وذويهم من هذا؟ وأين نحن؟ وماذا يفعل ولم الصليب بهذا الحجم يتوسط هامته ويعرضه على الجميع وهو يعلم أن الناظرين إليه مسلمون يدينون بالله واحداً وليس ثالث ثلاثة؟!.. (فالطبيعي) أن نرى الصلبان الصغيرة معلقة على الأعناق لكن أن (يمارسوا) ما يفعلونه في كنائسهم وطرقاتهم ومناسباتهم هنا وأمام الملأ فهذا ما يجعلنا نقرع طبول الخطر فالاستهانة بالبداية البسيطة تعجل بالنهاية الوخيمة وإن ما يجري يمكن أن نترجمه بأن مخططات ليست بالآمنة تسير بحسب بنود مدروسة الله وحده يعلم بما يمكن أن تؤول إليه إن استمر السكوت عنها وامتنعت الأيادي عن بترها واجتثاثها من جذورها!.. ولا تقولوا إنها مجرد (حادثة وتمر) لا والله لن تكون الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة ضمن سلسلة (تجاوزات) تنهش من عقيدة هذا المجتمع ومن تقاليده وقيمه وكلها إرث منهوب مسلوب!.. من هذا الذي تجرأ أن يوزع الحلوى على أطفال قطر متلبساً شخصية (سانتا كلوز) التي سنراها حتماً وللأسف هنا في قطر وفي جميع فنادقها ومنتجعاتها ومجمعاتها باعتبار انها باتت شخصية لا تتجزأ من احتفالات (رأس السنة) لدينا وكأن هذه الأخيرة هي ايضاً من ضمن موروثاتنا الشعبية أو عيد إسلامي يضاف إلى سلسلة الأعياد الدخيلة التي لم ينزل الله بها من سلطان وأتى بها هؤلاء وتعايشنا معها على أساس ان التابع لها (شخص مودرن) والرافض لها (إنسان متخلف)؟!.. من هذا ولم يكن هذا السؤال ينطلق من حنجرتي البائسة ولكنه تحرر من قيود حناجر صغيرة لم تبلغ بعد رأت طرحه ضرورياً وهي التي لم تعهده ولم يقل لأصحابها يوماً إنهم سيشهدون هذا المنظر في بلادهم ولكن بالتأكيد سيرونه في دول غربية أجنبية لا تشهد بوحدانية الله؟!.. (خافوا الله) وأقولها ويعلم سبحانه أي غيرة تبعث بلواهبها في قلبي المحترق على ما آلت إليه هويتنا المحافظة من انبهار تبعه استهتار ألحق بها تشوهات عميقة أخشى أن تفشل معها جراحات التجميل ويزيدها الترقيع قبحاً ونقف ساكنين أمام من يطمع بها وهي لا تملك سوى الأنين الموجع الذي إن أرهفت السمع له كانت حروفه (بربكم لا تتركوني.. كنت عذراء يعجز الذباب عن التهامي وبتُّ مستباحة لا يتعب البعوض عن مص دمي)!.. هذه ببساطة قصة (التمدرن والتخلف) ملحوقة بكلمة (يتبع)!. فاصلة أخيرة: شهر ديسمبر.. كنت تأتي فيفرح بك غيرنا ونحن ننظر.. والآن تأتي لنحتفل بك نحن وغيرنا يسخر!.. وشتان بين الناظر والساخر.. فالأول يبدو محترماً والثاني يظهر على هيئة المحترم وبينهما فرق في كمية الاحترام!!