11 سبتمبر 2025

تسجيل

تذوق لذة الإنفاق التطوعي

05 ديسمبر 2011

التبرعات والهبات التي تصل الى الجمعيات الخيرية لصالح المرضى الذين يتم الاعلان عنهم في صفحة التراحم لا تسير على وتيرة واحدة فهي متذبذبة ليس لها معيار موحد، فبينما نجد تفاعلا عاليا ومرتفعا في مواسم كشهر رمضان المبارك الا اننا نفاجأ بالضعف الشديد لهذا التفاعل في ايام اخرى وكأن البعض من اهل الخير قد ربطوا مساهماتهم الكريمة في اوقات بعينها اعتقادا منهم بالاجر الوافر والثواب المضاعف للإنفاق بازمان ومواقيت ثابتة فلا يحبذون غيرها.. قد يكونون محقين في ذلك بحكم الثقافة الشكلية السائدة ولكن علينا الا ننسى ان حاجات الانسان ليست مقيدة بمواسم معينة فهي متجددة ومستمرة طيلة ايام السنة، لذا فاننا نود ان ننبه الى نقطة مهمة وهي ان المريض لا يستطيع ان ينتظر الى شهر رمضان المبارك القادم وهكذا الطالب المطالب بتسديد الرسوم الدراسية والاسر محدودة الدخل الملتزمة بدفع ايجارات شهرية والتي لا تملك مصدرا للدخل غير الراتب او المساعدات النزرة التي تأتي من جمعيات خيرية فان هذا الوضع يدعونا لان نرفع صوتنا عاليا تنبيها لاخواننا من اهل الخير الذين اعتدنا منهم وقفات مباركة في مناسبات عديدة ونحن على ثقة من تفهمهم ومشاعرهم واحاسيسهم النبيلة التي لن تبقى بعيدة عن ساحة النداء والحاجة الملحة لاخوة لهم محتاجين لمن يمد لهم يد العون والمساعدة. مع اقرارنا ان عملية جمع التبرعات أصبحت علما وفنا والدور الكبير الذي يلعبه الجانب التنظيمي لنجاح هذه العملية الا اننا اصبحنا بحاجة الى طرح اعلامي متجدد لبيان وابراز قيم البر والإحسان بصيغ جديدة لتحقيق مزيد من الترسيخ لمفاهيم البذل والعطاء التي قد لا تكون واضحة لدى البعض خاصة الاجيال الشابة التي تحتل مواقع عمل قوية ومختلفة وتملك الاستطاعة المالية وليس لديها مانع من الغاء نية شراء ساعة فاخرة قدرها كذا او تأجيل سفرة سياحية واحدة من بين سفرات عدة وهكذا التبرع بثمن عشاء دسم والاكتفاء بما يسد الجوع في سبيل تذوق لذة الانفاق التطوعي.