11 أكتوبر 2025
تسجيلاختفت التركية كلثوم أصلان من بيت أهلها، في ولاية قونيا، بعد أن غادرته للذهاب الى المستشفى، وعندما تأخرت في العودة إلى البيت توجه بعض أقاربها الى المستشفى للسؤال عنها، ولكن العاملين في المستشفى، والذين يعرفون كلثوم جيدا قالوا إنها لم تأت اليهم في ذلك اليوم، فكان لابد من التوجه الى الشرطة، ومن هناك بدأت عمليات البحث الرسمية والشعبية عن كلثوم في القرى والبلدات المجاورة، ولحسن الحظ عثروا عليها في اليوم الثالث، ولكن أين؟ في بيت رجل يدعى كاظم بلديز!! يا عيب الشوم يا سومة (بالمناسبة فالمصريون من أكثر الشعوب العربية «ذوقا وكياسة»، فالمصري لا يمكن أن ينادي شخصا باسمه «حاف»، بل لازم يا سيد أو يا أستاذ أو يا ابن العم؛ والمصريون يحسنون الاستئذان والشكر وإن كان هناك من يرى أنهم يبالغون في ذلك، ولكونهم ناس ذوق فإنهم رأوا أنه من العيب ان يطلقوا على المطربة الراحلة أم كلثوم لقبا مشتقا من اسمها فجعلوها سومة بدلا من «ثومة») المهم أنه اتضح أن سومة التركية تعيش قصة حب مع كاظم بلديز، وأنها لجأت الى بيته بعد ان رفض أهلها مرارا زواجها به، ولكن، وحتى بعد ان عثر عليها أقاربها بمساعدة الشرطة، لم تتراجع سومة عن قرارها، ووقفت أمام أهلها وهي تنظر إلى كظومي مستشهدة بأغنية سميرة سعيد: مش حتنازل عنك أبداً مهما يكون! سأتزوج بك يعني سأتزوج بك.. سألوا كاظم عما إذا كان فعلا يخطط للزواج بكلثوم فقال «نعم... متعودة.. دايماً».. باختصار أكد كظمظم وسومثومة أنهما يحبان بعضهما البعض، وأنهما قررا الزواج في العام الجديد (كان ذلك قبل أشهر قليلة على ذمة الصحيفة الإلكترونية التي نشرت الواقعة، مما يعني أن الأمور لو سارت كما يشتهيان فقد يتزوجا خلال أسابيع أو أشهر)، ومع هذا التأكيد دخل شاب من أقارب سومة في غيبوبة وتم نقله إلى المستشفى، وبالمناسبة فإن الأتراك صعايدة في أمور الشرف، ولا تسمع كلامهم عن مسعاهم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وعضوية بلدهم سلفا في حلف الأطلنطي، فهم شرقيون في نظرتهم للمرأة، وما تخلي حركات مهند ونور التلفزيونية تعطيك الانطباع بأن العلاقات بين الرجال والنساء في تركيا سداح مداح، فالحب عندهم وفي ظروف ومعطيات معينة «عيب». كلثوم أصلان تبلغ من العمر 84 سنة، وعريس الغفلة أكبر منها بأربع سنوات. نعم في قاموسنا هي عجوز حيزبون دردبيس توفي زوجها قبل عشرين سنة، والذي أغمي عليه هو أحد أحفادها الكثيرين، ولو كان الحفيد عربيا لما دخل في غيبوبة بل لهجم على جدته لغسل العار، فعندما تقدم كاظم طالبا الزواج من كلثوم ضحك عليها عيالها وعيال عيالها: يا جدتي ركزي على حسن الخاتمة وبلاش كلام عيال، فما كان منها إلا أن أقدمت على خطوة طفولية باللجوء إلى بيت الحبيب. (ومن عجائب ابن آدم أنه يرتد إلى الطفولة عندما تتقدم به السنون كثيرا، ويخطئ في حساب بعض خطواته ونتائج أفعاله وقراراته) أولاد وأحفاد كلثوم هذه - ونحن معهم - نعتقد أن الحب أمر لا ينبغي أن «يتورط» فيه إنسان عنده أحفاد، وتجد في مجتمعاتنا أرامل في منتهى العافية والنضار ولكن أولادهن (بالذات) لا يريدون لهن الزواج، ويا ويلها من غضب أهلها إذا أعلنت أنها «تحب» فلانا الذي طلب الزواج منها، فالحب في قاموس مجتمعاتنا جريمة يرتكبها الجانحون، وهوجة يتعرض لها صغار السن وبالتالي فقد وضعنا سنا للتقاعد عن الحب، ، ولهذا لم يفهم أولاد وأحفاد كلثوم التركية أنها بحاجة إلى رجل يؤنس وحدتها ووحشتها، وترتاح له ويرتاح لها لتمضي معه بقية عمرها باسمة. [email protected]