19 سبتمبر 2025

تسجيل

مشروع كفالة طالب علم بصندوق الزكاة (2-3)

05 نوفمبر 2014

حين ننظر لأهمية العلم للمسلمين لوجدنا أنه كان له أثر بعيد المدى في الدولة الإسلاميَّة، حيث ولَّد نشاطًا علميًّا واسعًا في مختلف ميادين العلم والمعرفة، نشاطًا لم يعهد له التاريخ مثيلاً، ممَّا جعله يحقِّق ازدهارًا حضاريًّا عظيمًا على أيدي علماء المسلمين، ويمدُّ التراث الإنساني بذخيرة علميَّة رائعة، يظلّ العالم بأسره مدينًا لها.وأذكر بعضا من أحاديث الرسول -عليه الصلاة والسلام- التي تحث على العلم وترفع من مكانة المتعلمين كثيرة منها:- 1- ما له دلالة على أن العلم في الإسلام غير محدود بحد معين قول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم".2- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إنّا معشر الأنبياء لا نورث»(وإنما ورثوا العلم فمَن أخذه فقد أخذ بحظٍّ وافر ) (يعني من ميراثهم)، لأن الأنبياء أشرف وأعظم من أن يورثوا شيئاً من لواهي الدنيا فالإنسان يفتخر إذا مَنَّ الله عليه بعلم أن يكون وارثًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- و بذلك يتضح أن العلم أفضل من المال وأعظم أجرًا وأدوم فائدة، وذلك لأنه لابد للمال أن يفنى، فلو قدّرنا أن رجلاً أوقف عمائر لينتفع بها الفقراء فإن هذه العمائر سوف تفنى عن قريب أو بعيد، ولكنّ العلم الموروث سوف يبقى مادام الناس ينتفعون به، وانظروا إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - الرجل الذي كان فقيرًا في أول إسلامه، انظروا ماذا ورّث للأمة الإسلامية من الأحاديث التي ورِثها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. 3- قال النبي -عليه الصلاة والسلام- : «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له».ومن هذا الحديث يتضح أن العلم والانتفاع به تكون صدقة جارية للإنسان حتى بعد وفاته .4- أشار الرسول في حديثه إلى أن الدنيا بكاملها لا قيمة لها - بل هي ملعونة- إلا إذا ازدانت بالعلم وذِكْر الله -عزوجل- فقد قال رسول الله: "الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ: ذِكْرَ اللهِ وَمَا وَالاَهُ، أَوْ عَالِمًا، أَوْ مُتَعَلِّمًا"، أتحدث الآن عن مبادرة صندوق الزكاة القطري في طلبات المساعدة للرسوم الدراسية:- قد بدأ صندوق الزكاة القطري بمبادرة اعتباراً من العام الدراسي (1996-1997م) حيث بدأ بكفالة (125) طالباً فقط في المدارس الحكومية بتكلفة إجمالية بلغت (50) ألف ريـال، وفي العام التالي تمت مساعدة طلبة المدارس الخاصة وتضاعف عدد الطلبة المكفولين عدة مرات، واعتباراً من العام الدراسي (1998/1999م) بدأ الصندوق باستقبال طلبات المساعدة في "جامعة قطر " وبلغ عدد الطلبة المكفولين (10) طلاب، ويلاحَظ التطور الكبير الذي طرأ على الدعم المقدّم من الصندوق لطلبة العلم، حيث بدأ الصندوق بكفالة (125) طالباً في عام (1996-1997م) وبلغ عدد الطلبة المكفولين في العام الدراسي (2010/2011م) (3261) طالباً، كما زاد المبلغ المصروف للطلبة من (50) ألف ريـال في عام (1996-1997م) إلى (14.440.785) ريالاً في العام الدراسي (2010/2011م)، وقام الصندوق بصرف مساعدة خاصة بالكسوة والمستلزمات الدراسية اعتباراً من العام الدراسي (2001-2002م)، وواكب الصندوق التغيرات التي طرأت على النظام التعليمي كاستحداث المدارس المستقلة وإلغاء المدارس الحكومية، وافتتاح الجامعات الخاصة في الدولة.