28 سبتمبر 2025
تسجيلما من فلسطيني وعربي إلا ويتذكر وعد بلفور –المشؤوم- لليهود بإقامة دولة لهم على أرض فلسطين. وما نتج عنه من اقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره وطرده من أرضه و تشريد الملايين من الفلسطينيين في دول الشتات قرابة سبعة عقود. وقد شعرت بأن وعد بلفور قد تجدد من جديد ولكن على الطريقة الفلسطينية عندما اطلعت على التصريحات التي أدلى بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتلفزيون الإسرائيلي والتي يرى فيها أنه لا يملك حق العودة إلى مسقط رأسه صفد- البلدة التي أمضى بها طفولته - وأن الضفة الغربية وقطاع غزة هي حدود فلسطين الآن وإلى الأبد والأجزاء الأخرى هي إسرائيل. فتصريحاته الخطيرة- والتي قوبلت بموجة من الانتقادات الحادة من قبل العديد من القوى الفلسطينية - تعني التفريط بالأراضي المغتصبة من قبل ما يسمى بإسرائيل وإلغاء حق العودة للفلسطينيين المهجرين منذ عام 1948 والذين يقدر عددهم بأكثر من 6 ملايين فلسطيني "مشتتين" في مناطق مختلفة حول العالم. فكيف ينسى حقوقهم ومعاناتهم وأنهار الدم التي سالت من أجل القضية الفلسطينية؟! وكيف يتجرأ ويتنازل عن حق لم ولن يمتلكه؟! ففلسطين ليست من أملاكه الخاصة حتى يتنازل عنها للمحتل. ولا تخص الشعب الفلسطيني فقط بل مليار ونصف المليار مسلم يحلمون في كل يوم بتحرير القدس ورجوعها للمسلمين.قد أتفهم المخاوف التي تمنع مسؤولي الكيان الصهيوني من الإقرار بحق العودة للاجئين الفلسطينيين فرجوع اللاجئين إلى ديارهم وقراهم وبلداتهم التي نزحوا منها وأجبروا على تركها بالقوة قد يقضي على الغالبية اليهودية وحلم إسرائيل الكبرى. ولكنني لا أستطيع أن أتفهم المبررات التي دعت برئيس السلطة الفلسطينية إلى إصدار مثل هذه التصريحات المستفزة للشعب الفلسطيني والمؤيدين للقضية الفلسطينية وحق اللاجئين في العودة إلى أرضهم المحتلة. فهل كانت هذه التصريحات وحديثه عن أنه لن يسمح باندلاع انتفاضة ثالثة ضد الكيان الصهيوني طالما استمر في السلطة بمثابة رسالة للمسؤولين في الكيان الصهيوني برغبة الجانب الفلسطيني في العودة إلى مائدة المفاوضات من جديد أم أنها تعاطف مع المحتل لأرضه ومن أسهم في قتل وتشريد الملايين من أبناء وطنه في مختلف بقاع الأرض؟! فحديثه الغريب والعجيب عن الإرهاب و نبذ المقاومة المسلحة والمشروعة لطرد الغزاة من الأرض ودعوته للمقاومة السلمية واستخدام الدبلوماسية في التعاطي مع الكيان الذي اغتصب أرضه وشرد شعبه واغتال أبرز قيادات المقاومة فيه تشعرني بأن الرئيس محمود عباس ربما يعاني من "متلازمة ستوكهولم "وهو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه وجلاده أو من أساء إليه بشكل من الأشكال فيتوحد مع قيم ومبادئ عدوه وجلاده ويبررها ويعتقد أنها صحيحة ويدافع عن جلاده إذا ما هوجم كما فعل السيد محمود عباس الذي شبه مقاومة الاحتلال الصهيوني بالإرهاب. فقد تناسى عدالة القضية ودماء الآلاف من الأبرياء الذين ماتوا في المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في صبرا وشاتيلا وغزة وغيرها من المجازر ليحدثنا عن الإرهاب وحقوق المحتلين!لا مجال للتعاطف مع هذا الكيان السرطاني القائم على السرقة والقتل والتدمير.و ما من عاقل يقبل بحديث رئيس السلطة الفلسطينية وهجومه على الانتفاضة وخيار المقاومة وحديثه عن إلغاء حق العودة للاجئين والذين يحلمون كل يوم بالعودة إلى مدنهم وقراهم وأرضهم التي سلبت منهم بقوة الإرهاب الصهيوني.فلسطين ببحرها ونهرها وسمائها هي الوطن الفعلي للاجئين ولا أحد يستطيع أن يفرط أو يتنازل عن ذرة تراب واحدة من أرض فلسطين حتى لو كان هذا الشخص هو رئيس السلطة فحق العودة لا يسقط بالتقادم ولا بالتفاوض. فلا وعد بلفور ولا وعد محمود عباس سينهي أحلام الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرض الوطن وقيام دولة فلسطين على كامل الأراضي الفلسطينية.مقاومة المحتل الصهيوني وصد إرهابه الذي يمارسه على المدنيين العزل كان وما يزال خيار الشعب الفلسطيني في صراعه المرير ضد المحتل لأرضه.و من أجل نيل حقوقه واستقلاله ستسمر المقاومة بإذن الله ولن يستطيع كائن من كان أن يكبح جماح الفلسطينيين وأن يمنعهم من المقاومة ومن حلم العودة إلى أرضيهم وقراهم فطالما استمر الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي موجودا على أرضهم سيستمر العمل على طرد هذا الكيان ومقاومة المحتل وبكافة الأشكال وطالما استمر عدوانه وسياسته الغاشمة والقائمة على سلب الأراضي واضطهاد الشعب الأعزل ستكون الانتفاضة واردة كأحد خيارات الشعب ولا يحتاجون فيه لإذن من أحد حتى تتطهر أرض فلسطين من دنس الصهاينة. ويرحلون إلى بلدانهم الأصلية للأبد ومعهم كل عميل وخائن للقضية الفلسطينية.