28 سبتمبر 2025

تسجيل

تأبى المروءة

05 نوفمبر 2012

يحدث خلاف بين اغلب المتزوجين ولا يكاد يخلو بيت من ذلك، ولكن سرعان ما ترجع المياه الى مجاريها وتستمر سفينة الحياة. اما اذا تكررت فقد تؤدي عند بعض المتزوجين الى الانفصال والطلاق. والطلاق ليس بعيب وهو حلال وان كان ابغضه. وديننا الحنيف علمنا كيفية التعامل مع النساء في الزواج وفي الطلاق وذكر في كتابه العزيز "إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" وحث خير البشر على العطف على النساء والرفق بهن. وعرف عن العرب تقديرهم واحترامهم للنساء. قطرية من عائلة محترمة تزوجت من رجل قطري من عائلة محترمة وانجبت منه وتحملت معه كل فنون العذاب التي لا يستوعبها جنس بشر وصبرت على اخطائه وزلاته، كل ذلك من اجل ان تربي اولادها، ومع تكرار تلك المشاكل وتعرض حياتها للخطر اكثر من مرة اضطرت الى ان تذهب الى بيت اهلها.. فليس هناك من يتحمل الضرب والرفس والبصق ونتف الشعر وسكب الماء عليها ووو... كل ذلك العذاب والهوان وغيره امام الأطفال.. هربت المرأة من ذلك الجحيم الى بيت ابيها.. بعد ان استقرت واطمأنت فيه، دخلت في معاناة من نوع آخر للحصول على حقوقها ومصير اولادها؟! وذلك بعد ان ظلت في بيت اهلها الأشهر الطويلة وليس لها معيل بعد الله الا والدها. ادخلت كل الاحتمالات الى زوجها ليعطف على اولاده ويصرف عليهم او حتى يراهم، في الوقت الذي تقنعهم فيه انه يعمل خارج الوطن وسيعود.. ولكن يطول الانتظار. دخلت في دوامة المحاكم والمحامين منذ سنتين وحتى الآن لم تحصل على شيء سوى التأجيل ثم التأجيل ثم عدم حضوره..الخ! هي الآن غير متزوجة وغير مطلقة وليس لديها ما تصرف به على اولادها وتكاد تضيق ذرعا من وجودها في بيت اهلها في غرفة واحدة وما قد يسببه اولادها من ازعاج لأهلها. والزوج غير مبال ولا يأتي ليرى اولاده ولا حتى يكلمهم منذ اكثر من سنتين وغير جميع وسائل الاتصال به!! لماذا؟ هل هو انتقام من المرأة التي اعطت زهرة شبابها وتحملت الكثير من عذاباته؟ ام هو عقاب لأطفاله الأبرياء؟! لا اعرف كيف يتحمل ان يكون لديه اطفال لا يرونه ولا يراهم ولا يصرف عليهم ولا يوجد مسكن لهم وهو قريب منهم بعيد في نظرهم وماذا بعد؟! تجد المرأة عملا يعينها على تحمل اعباء الحياة لكي تساهم ولو بالقليل في سد نفقة اولادها.. يظهر الفتى المغوار ليذهب الى مقر عملها ليخبرهم بأنه غير راض عن ان تعمل وهو ولي امرها!! فلنتصور مدى التأثير النفسي الذي يمكن ان يقع عليها لمثل هذه المشاهد الحية في المسرح المفتوح. هل انتهى كل شيء؟ لا.. اولاده محرومون من السفر حيث لا يوجد لديهم جوازات! ولا يرضى ان يعمل لهم جوازات رغم توسلات زوجته المتعددة لدى ادارة الجوازات لحصولهم على جوازات يمكن ان تسير بها امورهم دون جدوى.. فالمطلوب جواز الأب وتوقيعه. تحتاج ان تدخلهم المدارس وتقنع المسؤولين بأنها ستحضر الجوازات قريبا ويطول الأمر ويطلب منها اما ان تحضر الجوازات او ان يعاملوا معاملة الأجانب! قطريون ابناء قطريين ليس لهم هوية!! لا يستطيعون السفر، لا يمكن لهم الدخول الى المدارس، لا يستطيعون تجديد البطاقات الصحية،لا ولا.. السبب الأب المتعنت!! هل يمكن ان يتصور عاقل ان يوجد اب بهذه المروءة والمعاملة الجافة مع اولاده؟ هل يجب ان يستسلم المجتمع اليه ويتركه يفعل ما يشاء؟ أين مؤسسة حماية حقوق المرأة والطفل؟ هل من الإنصاف استمرار هذا النوع من القضايا في المحاكم فترة طويلة على حساب الضعفاء من الأطفال والنساء؟ لا يمكن القول لمثل هذا النوع من الرجال الا ان تأبى المروءة ان يكون هو احدهم.