13 سبتمبر 2025

تسجيل

ابتسم للحياة (2)

05 أكتوبر 2016

في العدد السابق علمنا أن السيدة الحزينة بدأت تطرق أبواب جيرانها بحثا عن بيت لم يعرف الحزن، وظلت هكذا ليالي وأياماً طوالاً كلما طرقت بابا جديداً سمعت قصة جديدة يملؤها الحزن والأسى، وكانت في كل مرة تتألم وتحاول أن تبذل جهدها لتعاون أهل البيت وتخفف عنهم آلامهم، لم تعثر هذه السيدة على حبة الخردل ولكن كانت هناك مفاجأة جميلة بانتظارها لقد لاحظت أن حزنها على ولدها قد قل كثيرا وبدأت تشعر بسعادة لم تعهدها من قبل؛ السعادة التي تتولد من مساعدة الآخرين. ونعلم جميعا أن من أحب الأعمال إلى الله -تعالى- أن تعاون إخوتك وأخواتك في الله لقضاء حاجاتهم . ومن الأمور التي تساعدك على التغلب على اكتئاب الصباح والاستيقاظ بهمة ونشاط أن تعلم أنك لاتعيش في هذه الحياة وحدك فلك إله عظيم واحد فرد صمد، فقط ادعه يستجب لك، اذكره يذكرك واستشعر دائما معيته معك. يعينك على الإقبال على الحياة ببهجة وحماس أن تكون لك أهداف مكتوبة في كل مجال من مجالات الحياة، وأن يكون لك رسالة تعيش من أجلها ومن أعظم الرسالات أن تدعو الناس إلى الدين الحق، وأن تحرص على نصرة المظلومين وأن يكون لك دور فعال في نهضة الأمة العربية والإسلامية، وأن تنشر الخير والسلام والمحبة حيثما حللت وتحرص على نفع أبناء جلدتك خاصة، ونفع العالم أجمع بشكل عام. ويختلف الحلم عن الهدف، فالحلم عبارة عن أمنية لم يحدد لها تاريخ لأنها إضافة إلى شروط أخرى كثيرة تميز الهدف عنها؛ فالأخير علاوة على أن له وقتا أو تاريخاً محدداً لإنهائه، فهو قابل للقياس وينبغي أن يكون واقعيا، مثال ذلك أن تقول "أريد أن أحصل على الماجستير" هذا يعتبر حلما ولكي تحوله إلى هدف فستقول وتكتب الآتي :- "أريد أن أحصل على الماجستير خلال عامين من يومي هذا في مجال إدارة الأعمال"، وكذلك عندما تقول:- "أريد أن أخفض وزني". فهذا أيضا حلم ولكي يصبح هدفاً فلتقل وتكتب "أريد أن أخفض عشرة كيلو جرامات خلال خمسة أشهر من الآن بواقع 2 كجم شهريا"، وهكذا في المثال الأول ستعرف أنك حصلت على الماجستير في تخصص بعينه بعد عامين من الآن، وبالنسبة لخفض الوزن الزائد فبعد مرور خمسة أشهر من بدئك برنامج خفض الوزن سيمكنك معرفة هل حققت هدفك أم لا. وقد يقول قائل ولكن كيف أكتب أهدافي؟، ولماذا أضع أهدافاً في كل مجال من مجالات حياتي؟ وكيف أضع خطة لتحقيق تلك الأهداف؟ هذا ماستعرفه بمشيئة الله -تعالى- في العدد القادم من باب "نبع السعادة".