15 نوفمبر 2025

تسجيل

مؤتمر الشيشان والمذهب الروسي

05 سبتمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ما تزال الهيئات العلمية والروابط الدعوية والشخصيات الإسلامية المعروفة، تستنكر الكلمات والتوصيات التي جاءت في مؤتمر الشيشان المنعقد الأسبوع الماضي في غروزني.هذه المؤتمر الذي دارت حوله الشبهات، من حيث مكان انعقاده، والجهة المنظمة والراعية له، وعنوان المؤتمر، وما خرج به من توصيات.فالمؤتمر عقد في العاصمة الشيشانية "غروزني"، والرئيس الحالي "قاديروف" هو أحد الموالين لروسيا الاتحادية بل هو أحد خدّامها، وقد صرح بنفسه في صفحته على الفيس بوك بأنه جندي من جنود الرئيس الروسي "بوتين".المؤتمر عُقد برعاية مؤسسة "طابا" التي يرأسها الحبيب الجفري والمعروف بانحرافه العقدي، ومحاربته لأهل السنة والجماعة.حمل المؤتمر عنوان "من هم أهل السنة والجماعة"، وحصر المؤتمرون فئةً معينةً من المسلمين على أنهم هم أهل السنة والجماعة وأخرج من التعريف السواد الأعظم منها، وحرصوا على إقصاء السلفيين والإخوان، وما سمّوهم بالوهابيين من دائرة أهل السنة والجماعة!!لقد تجاهل المؤتمر والقائمون عليه ما يجري من قتل للمسلمين في سوريا على أيدي القوات الروسية، بينما حرصوا على التوصية بإنشاء مراكز أبحاث لمواجهة التطرف في روسيا !! وعلى إطلاق قناة فضائية تخاطب مسلمي روسيا لإيصال صورة الإسلام الصحيحة ولمحاربة التطرف والإرهاب. وكان المؤتمر تحت الرعاية الروسية وجيء بهؤلاء لمحاربة الفكر السلفي، ومحاربة كل فكر يُطالب بحقوق المسلمين واستقلالهم من قبضة المحتل الروسي.إن كثرة توصيات المؤتمر التي تتحدث عن روسيا ومحاربة التطرف المزعوم فيها ذكّرني بما كتبه سيد قطب رحمه الله، عن الإسلام الأمريكاني ننقل بعض كلامه بتصرف: "الإسلام الذي يريده الأمريكان ليس الذي يقاوم الاستعمار، وليس الذي يقاوم الطغيان، ولكنه فقط الإسلام الذي يقاوم الشيوعية، إنهم لا يريدون للإسلام أن يحكم، ولا يطيقون من الإسلام أن يحكم، لأن الإسلام حين يحكم سينشئ الشعوب نشأة أخرى، وسيُعلّم الشعوب أن إعداد القوة فريضة، وأن طرد المستعمر فريضة.. الأمريكان يريدون إسلاما يجوز أن يُستفتى في منع الحمل.. ويجوز أن يُستفتى في نواقض الوضوء، ولكنه لا يُستفتى أبدا في أوضاعنا الاجتماعية أو الاقتصادية أو نظامنا المالي، ولا يستفتى أبدا في أوضاعنا السياسية والقومية.. " انتهى. ويبدو أن القائمين على مؤتمر الشيشان يريدون إسلاما جديدا يقوم على الهوى والمذهب الروسي، يحصر العبادة في المساجد، ويعاقب من يتدخل في السياسة أو يناصر الشعوب الإسلامية المستضعفة .لقد فضح الله تعالى مكر القائمين على مؤتمر الشيشان وكشف نواياهم، وبدت تتضح معالم فشل مؤتمرهم ومنها: ردة الفعل القوية المعارضة له في العالم العربي والإسلامي، فقد خرج بيان وقعته ١٨ رابطة علمية إسلامية استنكرت فيها أعمال المؤتمر وتوصياته ونوعية المشاركين فيه، كما حذرت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية من المؤتمر وما جاء فيه من تفريق للأمة وتمزيق لشملها.وأحسن الشيخ العلامة القرضاوي حين شبّه مؤتمر الشيشان بمسجد الضرار الذي أنشأه المنافقون في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام لضرب وحدة المسلمين وبث الفرقة بينهم.ونقول إنه مهما بذل أعداء الإسلام أو أصحاب الانحرافات العقدية من محاولات ومكر لتبديل دين الله أو تعطيل بعض أحكامه أو نشر البدع والخرافات، فإن الله تعالى متم نوره، وناصرٌ لأهل العقيدة الصحيحة، "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".