09 سبتمبر 2025

تسجيل

البروباغاندا.. وتقنيات الدعاية السبع!

05 أغسطس 2024

يعد مصطلح الـ «بروباغاندا» أحد أشهر المصطلحات التي تم تعريبها كما هي من قبل العامة واستخدامها على نطاق واسع، ويقصد بها في أبسط تعريف نشر المعلومات المضللة أو الأخبار غير الدقيقة بشكل متعمد من قبل طرف للتأثير بالرأي العام نحو قضية أو رأي أو معتقد يتعلق به أو بطرف آخر، سواء كان هذا التأثير إيجابيا أو سلبيا، باستخدام وسائل الاتصال الجماهيري، ويمكن اعتبارها نوعا من أنواع الدعاية. ووُضع مصطلح البروباغاندا تحت المجهر لأول مرة من قبل معهد تحليل الدعاية (IPA) الذي عمل في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي على محو الأمية الشعبية تجاه عمل وسائل الإعلام والدعاية عامة وتشجيع الناس على التفكير النقدي، ما جعل الكثير من دهاليز وأسرار صناعة الدعاية تكون متاحة أمام العامة ورَفَعَ مستوى الوعي. ففي عام 1939، صنف عالما الاجتماع ألفريد وإليزابيث لي لأول مرة الدعاية على أنها مجموعة من سبع تقنيات شائعة الاستخدام، وذلك في كتابهما الذي حمل عنوان «الفن الجميل للدعاية»؛ حيث تم تعريف هذه التقنيات السبع على أنها المناداة بالأسماء، والعموميات المتلألئة، والنقل، والشهادة، والناس العاديون، وتكديس البطاقات، والعربة، فماذا تعني كل منها؟ • المناداة بالأسماء: أي لصق صفة بالاسم تسيء لصاحبها وتبقى عالقة في ذهنية الرأي العام، كوصفه بـ «النازي» أو «الأحمق» أو حتى «الإرهابي» كما يحلو لمتطرفي الغرب إطلاقه على عامة المسلمين. • العمومية المتلألئة: عبارة عن بيان دعائي مصمم للتواصل مع أفراد الجمهور من خلال التحدث إلى المعتقدات و/أو القيم العزيزة عليهم، مثل استخدام كلمات «طبيعي»، «ديمقراطي»، «عضوي»، «علمي»، «إسلامي»، «مستدام» وغيرها. • النقل: في هذه التقنية تتم محاولة نقل هيبة الرمز الإيجابي إلى شخص أو فكرة. على سبيل المثال، استخدام العلم كخلفية لحدث سياسي يعني ضمنا أن الحدث وطني يصب في مصلحة البلاد. • الشهادة: وهي استخدام شخصية شهيرة، أو مؤثرة، لدعم فكرة أو منتج أو علامة تجارية، كاستخدام اللاعبين والممثلين وحديثا مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي. • الناس العاديون: لاستخدام الأفراد العاديين في الإعلانات جاذبية تتمثل في الرسالة النفسية على المتلقي بأن من يفعل هذا الأمر أو يشتري ذلك المنتج هم بشر مثلك تماما، ما يرفع كفاءة التواصل بين المعلن والجمهور. • تكديس البطاقات: والمقصود بها إظهار الطرف المعلن الإيجابيات المرتبطة بجانبه وحذف أو تجاهل السلبيات بشكل شبه كلي، مع تكرارا هذه الرسالة. • العربة: طريقة الدعاية الشائعة هذه هي عندما يحاول المتحدث إقناعنا بقبول وجهة نظره وإلا فإننا سنفوت شيئًا جيدًا حقًا أو لن نركب عربة القطار. غالبًا ما تُستخدم تقنية العربة في الإعلانات من خلال عبارات مثل «كن أول من يحصل عليها»، أو «اشتر الآن!». والآن عزيزي القارئ بعد أن عرفت تقنيات الدعاية السبع وإمكانية استخدامها كبروباغاندا من قبل الساسة وشركات الإعلان وغيرهم، كيف سيكون تفسيرك عندما ترى رئيس دولة -مثلا- يدعي أن أكلته المفضلة هي (....) رخيصة الثمن التي يتناولها معظم شعبه الجائع؟ للأسف..الأمثلة عن البروباغاندا في عالمنا العربي كثيرة لكن إمكانية استعراضها قليلة.. واللبيب بالإشارة يفهم!.